أنطونيو ماتشادو* (1875 – 1939)
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**:
أيها السائر لا يوجد سبيل
بل ينشأ أثناء السير،
أثناء السير ينشأ السبيل
و عند إرجاع البصر ثانية
يرى السبيل الذي أبدا
لن تطأه من جديد.
أيها السائر لا يوجد سبيل
و لكن مجرد مخور في البحر.
كل شيء يمضي و كل شيء باق،
لكن دورنا أن نمضي
أن نمضي مخلفين سبلا
سبلا مرسومة على البحر.
بعد الحياة و الأحلام
هناك ما هو أهم: الاستيقاظ.
*ولد الشاعر الأسباني أنطونيو ماشادو في إشبيليا عام 1875 وترعرع في بيت كبير كان يملكه أبوه المدرس وجامع التراث.
– أصدر الشاعر أول دواوينه عام 1903 وكان بعنوان “الوحشة” والذي كان تحولاً مهماً في مسيرة الشعر الأسباني في ذلك الوقت
– في عام 1906 عمل مدرساً في اللغة الفرنسية في إحدى مدارس سريا ، وكانت سريا مدينة صغيرة تقع على مرتفع بالقرب من جبال أراجون . قابل ماشادو في تلك المدينة امرأة تدعى ليونور فتزوجها قبل أن يسافر معها إلى باريس للدراسة في السربون ، لكنه سرعان ما يعود إلى سريا بعد أن تمرض ليونور مرضاً خطيراً لتموت بعدها بأسابيع فيقرر ماشادو العودة إلى الأندلس ، وتعود ليونور كثيراً في شعر ماشادو تحت اسم جيومار
– في الأندلس يكتب الشاعر ديوانه الثاني “كاستيليا” ليصبح بعدها عضواً في جيل 1898 ، الجيل الذي ضم مفكري أسبانيا الكبار مثل خوان رامون خيمينيز وميخيل دو أوناميو وفاسنتي أليكسندر ولوركا ، وكان ذلك الجيل يحاول وقف الهزيمة التي لحقت بالأدب الأسباني منذ نكسة أسبانيا في حربها ضد أمريكا
– في عام 1924 أصدر ديوان ” أغاني جديدة”، وفي عام 1926 ديوان “الأغاني” وفيه يظهر ماشادو في عنفوان آخر يتغني فيه بالحب والغيرة والربيع… وبجيومار
– في عام 1927 يصبح الشاعر عضواً في الأكاديمية الأسبانية حتى الحرب الأهلية ، ففي شتاء 1939 يرفض الشاعر الهزيمة فيقرر السفر إلى فرنسا عبر الجبال ليموت بعد وصوله هناك بأيام
– تأثر الشاعر أنطونيو ماشادو بالشعر العربي الأندلسي وبكتابات ابن عربي وأثر هو في كثير من الشعراء العرب من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.