أعرف نفسك.. تباً لك ياسقراط | جوان زورو
جوان زورو
رغم كلّ هذا التقدم من العلم والثقافة باتتْ على مرمى زر صغير ليجلب لك أي معلومة ليضعها بين يديك، فمن أبغض الأعمال أن تكون أُمّي الثقافة بعد هذا العصر، قال ذلك فيلسوف ما بمعنى من المعاني ومضى….
وعلى كافة الأصعدة، ليس من عادتي بتاتاً أنْ أوجه حدّة قلمي إلى مَن لا يخجل من ذاته، لكن بعض أساطير الثرثرة الذين تكاثروا في عالمنا اليوم بهذا الشكل المخجل حتى كدنا نصدق أن هناك أمراً إلهيّاً قد صدر بذلك، وهذا ما فتح عليَّ طرق لم أكن لأسلكها يوماً. والأمر ليس مخجلاً فقط، لكنني وضعت هذا المصطلح لأنني فشلتُ في إيجاد غيره من المصطلحات التي قد بدتْ قديمة لا تفيّ أبداً بوصف الحالة التي نحن بصددها. وهنا نحن نوجه سهام نقدنا إلى اللغة أكثر من المحمول الذي يتطور بينما الحامل تراوح مكانها في واقعنا اليوم، تصوّر كيف يمكن أن يكون شعورك وجارك الذي لا يعر فمعنى كلمة (سياسة) يصبح سكرتيراً لحزب ينادي بالليبراليّة نهاراً!. تصوّر كيف ستنام ليلتك بأمان وأبناء اللصوص ينادون بالديمقراطيّة!. كيف ستشرب قهوتك صباحاً، وكلّ صباح يمطر على ذهنك جملة قرارات خلبيّة فضفاضة، وبيانات تافهة عابرة سبيل لا أكثر بعد كلّ جلسة تُعقد لهذا الحزب أو ذاك. والأسوأ من ذلك يخرج عليك بعد قليل ليقول لك: قراراتنا لصالح الشعب، لأننا نمثل الشعب، تقول في نفسك أن هذا الرجل لا يخجل ابداً وهو يعرفك جيداً ويعرف مستواه جيداً ويقول لك ما قاله طفل لأمه عليه أن يقضي حاجته الأزلية !؟.
كلّما قلنا في مناسبة ما، إن تلك الشخصيات الثرثارة هي أصل البلاء. يخرجُ لنا بعض داعمي الديمقراطيّة والليبراليّة، وينفثون برشّ سموم جهلهم على وجوهنا وما تعلموه في جلساتهم. وبالتأكيد لا أحد منّا جلس في قلوبهم، لكن لو جلسنا لرأينا أيّ بلاءٍ ينتظر مستقبلنا!. والأمرُّ من المرِّ، إن المكتب المخصّص للنشاطات الحزبيّة نهاراً يصبح “خمّارة” ليلاً، ولا أستبعد إطلاقاً أن يصبح مكتب “للدعارّة” في قادم اللعنات ونحن نرأب بأنفسنا من تسمية تلك الأحزاب وأعمالهم الدونكيشوتية. سبحان الذي اسرى بعبده واختلاف فكره وأعماله ونيته بين نهاره وليله ؟!، وأتحدى أيّ سكرتير أن ينكر ذلك!. ومع إني لا أريد حصر أيّ شخصيات هنا، لأنني إذا فعلت ذلك، قد أحتاج إلى أكثر من مئة صفحة لأذكر كلّ هذه الإبر القاتلة، إلا أن بعضهم قد تجاوز كلّ الضوابط الأخلاقيّة. مع إنه كان الأجدر بنا أن نفضح الممارسات التي تبدر من هذه الشخصية أو تلك، مع علمنا أن الكشف قد لا يقدم شيئاً جديداً نتيجة الظروف الغير طبيعية التي نمرُّ بها، ورغم ذلك.. مثل هذه الشخصيات في هذا العالم القذر تلعب بمستقبلنا كما يحلو لها وعلى مزاجها. وأمثالهم يصبّون الزيت بدلاً من الماء على هذا النار الذي يجتاحنا (نحن) لا يجتاحهُم، ولا أعتقد إنهم يعلمون بأمر هذا النار، فهم ينامون لبعد الظهيرة في أغلب ايّامهم، ولا أعتقد أن بإستطاعة أحد أن يعكر عليهم نومهم في وقتنا الراهن.
ماذا فعل هذا الشعب العريق ليبتلي بمثل هذه القيادات السخيفة، التي لا تميّز الحاء من الخاء. يبدو أن الذهنية التي نمتلكها سبب خروج هذه الجراثيم وتمدّدها. نحن بالفعل ذاهبون للهلاك، وكما يقول المثل: “روحة بلا رجعة”. سيلتهمنا الكثير من ذئاب العالم لطالما أن مَن يحموننا يمتلكون هذا القدر من الجبن. فاتعظوا جواريكم الكنس!!!.
2016-10-18