لتحميل الكتاب
اشتهر الكاتب الأميركي تشارلز بوكوفسكي (1920 – 1994) بثيمات أساسية في حياته مثل فعل الكتابة وسباق الخيل والتشرد والوحدة والكحول والكدح في العمل، تنقّل بين وظائف عدة من غاسل صحون في مطعم، إلى سائق شاحنة، إلى ساعي بريد، إلى موظف مرآب، إلى موظف مصعد في فندق، إلى عامل في ملحمة، غير أن الثيمة الأكثر سطوعا وإثارة للاهتمام، كانت علاقته بالنساء، بقي لها وقع خاص، يظهر ذلك من خلال بعض رواياته ومقابلاته وسيرته الشخصية.
يبدأ روايته “كنت في الخمسين ومضت أربع سنوات لم أتقاسم السرير مع امرأة، لم يكن لديّ صديقات، أنظر إلى النساء من دون توق أو جدوى”. إنّها علاقته العجيبة مع المرأة، لقد كان بوكوفسكي ينتمي إلى زمن مختلف، ولكن بينما يبذل أقصى جهده لفهم ما يجري من حوله، يعلم بوكوفسكي كيف يبرِز الفكاهة ويحسن استخدامها، إذ يعالج وجهة نظر الذَكَر الأميركي التقليدي من المرأة ومن الجنس بالكثير من السخرية، لكنّ ذلك لم يكن كافيا لمنع تعرّض الكتاب لانتقاد أنصار حقوق المرأة، وكذلك العديد من النساء اللاتي ذُكرن فيه، وبالتحديد ليندا كينغ التي دهشت من الصورة التي رسمها لها. وعندما انتهى بوكوفسكي من كتابته كتب إلى صديقه أ.د. وينانز يقول “قد أتعرّض للقتل بسبب هذا الكتاب. إنه مكتوب بأسلوب متذبذب بين الكوميديا الراقية والسوقية وأبدو فيها أسوأ من أيّ شخص، لكنهم لن يفكروا إلا في الطريقة التي رسمتهم بها”. إلا أنه يقول “إنه كتاب يضجّ بالمرح الفاقع”