الرئيسية |
سرديات |
الحجاب: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي.. | حنان الدرقاوي
الحجاب: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي.. | حنان الدرقاوي
حنان الدرقاوي
كنت في فسحة بعد الزوال في مستشفى المنقذ الطيب للأمراض العصبية حيث أجري تدريبي. كنت أخط قصة بالعربية. اقتربت مني سليمة وهي مريضة من وجدة تعاني مرضا غامضا. تنسى كل حياتها ولاتذكر شيئا منها في الصباح وفي المساء تتذكر كل شيء. في كل صباح تولد ولادة جديدة بدون ذكريات. إقتربت مني . نظرت إلى الحروف وقالت وهي تشد على سيجارتها – تكتبين القرآن؟ لم أعرف بماذا أجيبها. كنت أكتب قصة سيكون من المعقد أن أشرح لها أني كاتبة عربية أجبتها بأنني فعلا أكتب القراآن. اقتربت من دفتري, أخذته وقلبته من الجهتين وقالت – لا أعرف أن أقرأه لكني أومن بكل شيء فيه – جميل, الإيمان جميل – لكنني أنسى ولا أعرف ماهي أركان الإسلام. في الماضي كانت خمسة ثم صارت ستة ثم أربعة لكنني اليوم لا أعرف تماما. النبي إسمه ممدر أليس كذلك؟ – أجل هو كذلك ياسليمة جلست بقربي ولاحقت بعينيها الصغيرتين حروف قصتي. توقفت لحظة ونظرت إلي وقالت – هناك فتاة شريرة في المستشفى تريد أن تقتلني. اسمها صابين صابنة إنها ترسل إلي الأرواح السوداء. هل تعرفين الأرواح السوداء؟ إنها كائنات شيطانية تعبث بعقلي وتقول لي أنني مجنونة هل تظنين أنني مجنونة؟ – لا أظن ذلك تبدين متوازنة وجميلة التصقت بي وقالت باستعطاف – أرجوك أكتبي لي حجابا يحميني من شر صابين الصابنة – لكنني لا أكتب أحجبة – تعرفين القراآن؟ – أجل – إذن أكتبي لي حجاب القبول ورفع الأرواح السوداء خططت لها بيتا من شعر مجنون ليلى وكتبت دعاءا بالقبول والرقيا من الأرواح السوداء. طويت الورقة جيدا وأعطيتها إياها بعد يومين أتتني في الفسحة وهي مبتسمة. كانت تذكرني. أسمتني بإسمي وقالت – حجابك أتى بنتيجة. صابين الصابنة ذهبت إلى الجناح المغلق. لقد اكتسفوا أنها مجنونة فعلا. أما أنا فلست بمجنونة مادمت لم أذهب إلى هناك.
حنان الدرقاوي 2016-11-08
قصة قصيرة ذات اثر جميل ،ومعبر بقوة عن واقعنا المزري
تحياتي وحبي