اللعب بالنار : ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي

حنان الدرقاوي

طلق قريبي علي زوجته الثانية وعاد إلى زوجته الأولى. أرسل رسالة إلى أمي يحدثها عن ذلك ويحدثها عن نجاته من موت محقق. كان يشتغل بالإرسال في حرب الصحراء. تواجد وسط إطلاق النار وبطاريات جهازه فارغة. اضطر إلى التراجع إلى موقعه دون التواصل مع فرقته.

أصيب بانهيار عصبي بعدها. عاد إلى تنجداد لرؤية زوجته الثانية وتعاملت معه بسوء. أهملته وازدادت حالته الصحية تراجعا. تذكر زوجته الأولى ورقتها وهدوءها وعاد إليها.

عاد إلى أحضانها وتشافى من الإنهيار وعاد إلى الصحراء وبعث لأمي رسالة فخافت عليه ان يصير مثل أخيه لحسن مزواجا مطلاقا. كلفتني أمي أن أكتب له رسالة وأقول له “لا تلعب بالنار” كانت تقصد لا تلعب بنار النساء.

وصلنا الجواب وشرعت في القراءة. كان قريبي مغتاظا كيف لأمي أن تعتبر أن عودته لزوجته الأولى لعبا بالنار. لامها وذكرها بخصال زوجته وأسباب طلاقهما الذي تسببت فيه أمها حين طلبت بغلة للطواف بسيدي بولمان فيما هو كان قد اكترى سيارات مزينة بزهور وخيوط الساتان. ذكرها أيضا أن زوجته مرغادية مثله.

طلبت مني أمي أن اجيب وأوضح أنها تقصد بالنار الطلاق. أوصته على زوجته وباركت عودته إليها.

بعدها وصلنا جواب من القريب يقول فيه أنه تعب من الحرب وسيعود إلى تنجداد ليفتتح بها مقهى ويشتغل فيه. رفضت إدارة الجيش طلبه واحتفظوا به في ثكنة الزاغ. بعث رسائل عدة يحكي فيها عن يئسه في الثكنة.

عاد إلى تنجداد وحمل زوجته معه. أسكنها في طانطان وذهب هو إلى الزاغ. يزورها مرة في الشهر في انتظار تسريحه من الجيش. مرت الأعوام والقريب علي مايزال يخدم في الجيش. أنجب خمسة أطفال لم يكن يراهم إلا مرة في الشهر.

ازدادت رسائله إلى أمي حزنا وسوداوية. فكرت أن الذين يلعبون بالنار هم الذين يرسلون بالجنود في حروب عبثية من أجل أن يستفيد البعض من طاقات الصحراء التي قالوا أن الخير سيعمنا جميعا بعد تحريرها. كانوا يكذبون فخير الصحراء سيأخذه القلائل من الواصلين أما نحن وأقرباؤنا فحظنا اللعب بالنار واجهزة إرسال فارغة البطاريات. لماذا لا يتوقف اللعب بالنار الحقيقية؟