عزالدين بوركة
إلى محمد العياشي
تسكنُني روح أمازيغيّ طائر حر،
فارس بلا سيف
يُعلّم الشجر الرقص
على ألحان الدف، والقُبَل.
يضع للأشجار أسماء لا استعارات.
**
نحن الأمازيغ –يا أيها الغريب-
نعلّم السنونوات لغتنا:
نقول لها: tifawinne rodaninne*
تردّ: digu tairinounne**
نروّض الخيل على قول أهلا للغرباء
كم نحب الغرباء !
**
نولدُ كالحوريات من زبد البحر
إن نمتْ نصرْ طيورا
أو عصافير.
**
بي روح أمازيغي
يتواعد مع محبوبته عند قارعة جبل
أو خلف غابة الكلبتوس
حيث أرواحنا معلّقة بين أوراق الشجر، كَحُراس الغابة.
بدل أن يقول لها “أحبك”
هكذا جافة
يرقص لها أحيدوس
أو يهديها فرسا
**
إننا أبناء السماء
-يا أيها الغريب-
أجدادنا الأولون
سقطوا من على الغيوم
مع المطر،
أما تلك الأوشام على خدود نسائنا
خرائط الوصول إلى
آلهتنا.. لم نُضع الطريق إليهم
فخذ أسطرلابك وارحل
خذ حديدك وارحل.
**
البحر مسقط أرواحنا
إننا لا نموتُ أبدا،
بل نتكاثر،
نصير غيوما
نصيرا موجا
إن نرحل..
خذ نبوءتك وارحل
مع الريح الشرقية
لكن، بعد، أن تسمع وصايانا العشر
في مدح المحبوبة
وقول أهلا للجبل..
وكيفية معرفة الوقت فقط بقلة..
لنا نبوءتنا الخاصة:
الحب والأرض
والبحر
وقبلة الحبيبة.
ننشر تعاليمنا بالرقص.. لا بالسيف.
**
بي روح أمازيغي مهاجر
على جناح سنونوة
أو لقلاق
ينظر إلى العالم من على غيمة..
ينشر تعاليمه
قبلةً، قبلة…
لا رصاصة من حديد
فخذ عصافيرك الحديدية
وارحل.
**
بنا هشاشة الثلج على قمة سيّدنا الجبل
طيبون كملائكة صغار
نولد مبتسمين.. نقول للأرض: أمنا
ونقول لأمهاتنا: أرضنا.
نتعلّم لغة الغزلان
قبل أن نرضع الحليب
من على صدور المعز، وأمهاتنا.
**
إن كان عليك –يا أيها الغريب- أن تقاتلنا
فاعلم أننا قبائل غيوم
وأرواح نجوم
لا نموت أبدا
لا نموتُ أبدا.
* بالأمازيغية: صباح الخير ** أحبكم