أقصوصات | محمد أحمد شمروخ
محمد أحمد شمروخ (مصر):
عم نصر
مَّر على كل بيوت القريةِ، معه قصاصات صغيرة، مكتوب فيها رقم الهاتف، استحلفنا بكل غالٍ أن نطلبه فى حال احتجنا أليه
كلما قلبتُ أوراق أيامي، يطاردني رقم الهاتف بكتابته الرديئة، عم نصر الذى ترك هاتفه، ومات منذ سنوات.
مأتم
كنا بانتظار الطبيب فى حجرة المريض، وضع السماعة على القلب، فتح العين، تمتم بالشهادة البقاء لله، صرخ الشاب، القي بحقيبة الطبيب على الأرض ، أخذ يضرب وجهه ويصرخ، يولول كالنساء، حزنًا على تأجيل زواجه.
ضحكات
ضحكنا كثيرًا عندما كنا ننط سور المستشفى، نسينا أجسادنا المكتنزة باللحم، أخذتنا أقدامنا التى تعبث بها واخزات (اليوريك أسيد ) الخفة التى جعلتنا نعبر كل شوارع مدينة صبانا، ضحكنا كثيرًا عندما رأينا البنت التى أحبتنا وهى تُنّشر همَ أيامها، بكينا عند عودتنا المتعبة، لم نستطع نط السور بعد غلق أبواب المستشفى.
تجارة
بعد أن سمعنا دوى أول طلقة رصاص، أخرجنا بنادقنا الآلية، تتوالى الطلقات، تتملكنا الرغبة فى قتل الخوف ، الذى يلفنا منذ شهور، يأتيك الصوت لا تعرف من أين؟ فى الصباح الباكر ، جاء التاجر من أخبره بنفاذ ذخيرتنا ..؟
أقصوصات محمد أحمد شمروخ 2016-02-09