فتح الله بوعزة
الشّجرةُ التي هَوتْ
لم أكنْ بينَ أغْصانِها
لمْ ألْتَحِفْ بِظلّها
أنا الطّائرُ الذي دَحْرَجَها
خلْفَ النّهرِ
فرَحاً بالسّماءِ
الْجدارُ الذي كانَ لي
وَانْهارَ دفعةً واحدةً
أنا دودةُ الأرْضِ الّتي زحْزحَتْ
عِمادَهُ
فَرَحاً بالأوكْسِجين
ساعةُ الْحائطِ
بطيئةُ الْخطْوِ
لا أُفكّرُ مطْلقاً في تبْديلِ بطّاريتِها
أنا عنْكبوتُ السّقْفِ الّذي عطّلَ
عقاربَها
فَرَحاً باللّيلِ
خلْفَ الْحائطِ بابٌ صغيرٌ
وغرفةُ نومٍ
داخلَ الْغرفةِ سريرٌ
وأدواتُ جِراحةٍ
أفكّرُ في أنْ أخْلعَ ساقيْكِ
وأثبتَ مكانَهما شَجرتيْ رمّانٍ
فَرَحاً بالظّلِ
بِنايٍ يابسٍ
وضحكةِ طفْلٍ
تعالى النّهارُ
وحْدهُ
علّمني الرّقصَ
فَرَحاً بالضّوءِ:
المحاربُ الذي انْهارَ تماماً
ولمْ يزلْ
يتحسّسُ الطّريقَ إلى
الرّصاصةِ التي أخْطأتْ
رأْسهُ!
شاعر من المغرب