الرئيسية |
شعر |
ضَجَرٌ يستشري في صحرائي | كريم عبدالله
ضَجَرٌ يستشري في صحرائي | كريم عبدالله
كريم عبدالله:
ضَجِرٌ هو الوقتُ يقتاتُ على جسدِ الانتظار يقضمُ بقيّةَ الأمنياتِ الحمقاء…
منقوعةٌ بملحِ الجفاءِ هذه الأحلام تستزيدُ سروراً يسري في لحائها عبثاً…
وثورةٌ تخمدها شجونٌ مشاكسةٌ تعتلي خلجانَ روحي تشتهي التفاسير
يعتكفُ خجلها متوارياً صامتاً لاهياً بعطشِ السواقي مزدهياً بليلي الأشعثَ
دوّنتني ضحكاتها حسرةً تتكسّرُ في حقائبِ الرحيلِ تتدحرجُ بالخيبةِ
تعدُّ التذاكرَ تنشرها أمامَ نافذتي غَبَشاً يراودني ويمهرُ ذاكرتي وجعاَ
نثيثٌ مِنْ آخرِ الكلماتِ كأناقتها يتراقصُ على مواثيقنا الغِلاظَ يرنو يحتزُّ عنقَ صباحي
تقيمُ ثآليلُ سرابها تتوّجهُ حنجرتي تنحتُ أغنيةً بكماءَ تسبحُ في حشرجةِ صوتي…
تناءتْ بعيداً بعيداً تبطّنُ أطيافي بحفيفِ اللوعةِ وهديل الاشتياق
متحصناً بصدعِ الروحِ ومفاتن أزمنة تمخرُ فيها سنواتها الذائبةِ في بحرٍ غادرتهُ أمواجيَ الثملة
تتفقّهُ شهوةً غائرةً في ظمأِ ماضٍ استنبتت فيهِ نوافيرٌ مغسولة بهمومِ اللقاء…
فمدني المسبيّة تشظّتْ فيها المرايا راعشة أبوابها تتلمّسُ دفءَ صوتها المبحوح
تحثُّ غدرانها أنْ أقدمْ أيّها الموشومُ بتراثِ النهبِ توهّجْ وأنتهكْ حرمةَ الليلِ الأسير
تسرّبْ في جنائني المعلّقاتِ طراوةً أستعينُ بها على قضاء حاجاتٍ لا تنام
هذا الضجرُ المستشري
في صحراءِ قصائدكَ محضُ افتراء إستحمتْ بهِ الظنون
غادرتُ أتوسّدُ أجفانها أعسّكرُ هناكَ منتظراً إنتهاءَ الليل وهطولِ الأحلام
أنسلُ حزنها على سواحلٍ متخمةٍ بضجيجِ أمواجٍ أدمنتْ عطشي
تغفو كلّما تبصرني تحتفظُ بعطرِ اللقاءِ وتملأُ جيوبها باللهفةِ
ضَجَرٌ يستشري في صحرائي كريم عبدالله 2015-12-13