فاطمة الزهراء العلوي
لم يعد لي شيء أنصرك به
لقد شتتوني إلى أقسام عدة :
شبْر في الطريق مرمي
وشبْر على نَاصية الغَفْلة
وشبْر تحْت طاولة النّقْمة
وقُبّة ترمِي عساكرها جلادين لكل موقف ولكل نورسة حرة
لم يَتبق في شيءٌ / أهديه إليك يا وطني المَسْلوب على ضِفّة وجَعٍ بلا موانئ َ
منحوني السلام كذبة تصور!
منحوني مراكبَ لهجْرة سٍريّة
وديوانا أعجميا فيه مُخططات كُبْرى
وأنا وحْدي أجدف عكْس التيار، كي أصل القِبْلة وأوصل القُبلة
وقبل كل مؤتمر أتحَزم بما يسكننا من مواجِع َ
أزرعها مطرا على شوارعك المنفية في غبار الصمت
في المؤتمر الأخير :
انهزمت دواويننا ..انهزمت مواقيتنا ..وانهزم فينا جنوننا، فتَسَوّرناه ُ كي نقاتل بعضنا البعض، ونفوز بمقعد لدى الأمم /
تلك الأمم التي تُقارعُ السّبلَ كي تردم العبور ما بيننا جفوة ..
تلك الأمم التي تفننت بـ فقرنا ، صلبته على موائدَ عُشتارية تتمرأى فيها الصخْرة عارية
لمْ نكن حاضرين حيْن وَزعَ التاريخُ مقاليدَ الحكم
لمْ نكن في وعْينا حين نبَضت ثورتُنا مشعلا
لمْ نكن في نزيفها طَرْحَا بَديلا
فلتنبُت دماء يَا مَطر..
هاتِ يدَك يا وطني
سأقرأ لك خُطوطَ الطول والعَرض ، سنقيس معا حلمنا الوهْمي
هاتِ كفّك واحْضُنِ ارتعاشة كفي
تلك اللعنة سيدي مارسَها العنادُ والانفعالُ الـ يُذمي
أبرق بنا داؤنا الآسن ُ
ها هي مُنعرجات الطول على كفّك تمردٌ
والعرض زَقَمي على كفي يَفْتل ما تبقى من أشبار
لك وجه الإقامة ولي قفا حليف الإقفار
لم يعد لي شيء أنصرك به
أبيع وجهي للغة أعيادها لا تأتي صحوة .. تنتشي الكتابة
أتسكع في الخط الفاصل ما بين أسِرّة أخْذ وعطاء
أغفو..
يخْرُج الوَقتُ من هِندام الدّقائق الأخيْرة
يُسجل في بهْو الطريق تهافتَه ويرحَل
لم يعد لي شيء أنصرك به
لغتي نحيفة
لها صدر البيانات المؤجلة
متشظية تطُوفُ بي ما بين شعبوية المَعنى وقَداسة الحلم
لها عينان تقيم فيهما مَشاعات ، تتنهد عنْد حدود الوجه مرتدية عشقنا
منفتحة على التعب تستلفني دهورا
وأمضي..
أفتش عنك عني
أفتش عنها في تلابيب بداية ذاك العشق القديم
آتي بمعطفي “”الغوغولي “”شعارا ، والحذاء المهترىء ـ صديقي ـ وفاء
تحاصرني أضْلُع المَقهى الوحيد في حقيبة الذكرى ، تحَاصرني مُنْكفئة ًعلى قارعَة الصمْت
و..
أفتش عن الماء الضائع في مرايا الصراخ
أفتش عنك أفتش عني
لا شيء لا شيء يلمَع فيك وطني
عفوا بلى:
أكثر ما يلمَعُ فيك وطني : أحذيتهم..