فرس عمياء – محمد العياشي
محمد العياشي
أنا عابرٌ في الوقتِ لا ظلَّ لي ولا
صدًى كبياضٍ فيكمُ أنا نابِسِ
..
كما قشّةٌ في النهْرِ يَعبثُ بي المدى
كمِزْقةِ عنقودٍ من الكرْمِ يابسِ
..
أنا الطللُ المنسيّ والهرِمُ الذي
يدبّ على عكّازةٍ للمجالسِ
..
لِمَ السيْرُ في الرمْضاءِ والقَرٍّ والدجى
ولا حظّ لي منها سوى حظّ يائسِ
..
طغى الشّكّ بي حتّى غدوتُ أرى الذي
يجدُّ إلى الآمالٍ كالمُتقاعسِ
..
أنا صَادِقًا لا شيءَ
أهْذِي بِخَلوتي
أبارِي ضلالي
مُعتِمٌ بِوسَاوسِي
..
أشيّعُ أسْرَابَ الفراشاتِ للرَّدى
وَحَشرجةُ الأزهار زادتْ هواجسي
..
أباري طواحِين الهواءَ بمهْمهي
وفرسانَ غِيلانٍ ولستُ بفارسِ
..
أواظبُ في ليلي إلى حيثُ أسرعتْ
بيَ الفرسُ العمياءُ من غير حارسِ
..
وليس بعيدًا أن أُعَارَضَ بَغتةً
بسيفٍ صقيلٍ من عدوٍّ منافسِ
..
كما قشّةٌ أقضي
كما حطَبٌ
كما هباءٌ
كما طيفٌ تراءى لناعسِ
..
.
2018-11-26