فتح الله بوعزة
تريد أن تنجو
حسنا
جرّبْ أن تحملَ في صدركَ
بركانا، وغيمةً صغيرينِ
وأغنيةً عن الحرائقِ القديمةِ
جرّبْ أن يكبرَ البركانُ
بين يديكَ
وأن تسيلً الحجارةُ
ببطءٍ شديدٍ
مثل نهرٍ
من عسلٍ خامّ
وألا تحلبَ الغيمةَ التي في صدركَ
حين يكبر الخوفُ
وظلُّ الحقيبةِ
جرّبْ أن تركضَ
في هذا الخلاءِ الرّخوِ
مثل غزالٍ
يرتقي الْهواءَ بأنفاسِهِ
مسرعاً
بما تبقى بين أسنانِهِ
من زرعٍ
ورسائلِ حبٍّ
إلى أقاصي الجبالِ
أركضْ في كلّ الْجهاتِ
مثل رُعاة النّحلِ تماماً
قبلَ أنْ يطلعَ المتوحّشونَ
من أنفاقِ المدنِ العمياءِ
وهم يجرّون الأراملَ
من سنابلِهنّ
ضاحكينَ
ومسْرفينَ
في الشرابِ
واجْرحِ الغيمةَ التي في صدركَ
إن البدوَ اخْتلفوا
في طعمِ الدمِ
وسهوِ الصبايا المسرعاتِ
إلى نضجهنّ
حافياتٍ
فدلوا اللصوصَ
على الغامضِ فينا
وانصرفوا إلى أقصى المدينةِ
ضاحكينَ
ومسْرفينَ
في الشرابِ
أصرخْ عاليا
مصفّقاً بيديكَ
مثيراً غباراً لامتناهياً
بِجناحيْك الصّغيريْنِ
كأنّكَ، وحدك، جيشٌ
عائدٌ إلى ترميمِ المدافنِ الْقديمةِ
كأنك حاملُ ثأرٍ
يبعثرُ الأحجارَ
وأكوامَ الترابِ، والجرائدِ
ليحررَ موتاهُ
من لهاثِ الحرّاسِ
وأصابعِ الشّهودِ البائدين
…………………………….
هكذا تنْجو!
شاعر من المغرب