أنطولوجيا الشعر النسائي العربي: هدى حاجي – تونس

ضوء الفجر الأوّل

حَبَةً حَبّةً  يرتسمُ

وجهك الملائكي

 

هذه النّجوم الغمّازة

ما يرِفُّ  من لمعانها

وريف شوقي

طوال الوقت ملتهبان

 قلبي و اليراعة

و لا نيرانَ

لا تكوني جميلةً و حمقاءَ

يا فراشةً بالنُّور

 تُحْرِقُ جَنَاحَيْهَا

سماء ٌ مظلمةٌ

تُرَبِي هلالا

لِيَصِيرَ قمرا !

من سَطْحٍ  الي سَطْحٍ

أكياسٌ سودٌ

تحملُ المطرَ للحقولِ

ظلالُ غيوم قريبة

تعمّقُ أكثر

شروخَ الرّوح

ظلالُ غيومٍ خفيضةٍ

أشجارُ خريف

 تنوءُ بلا أوراق

غيومٌ الخريفِ الكئيبة

يتبدّدُ في ظلالها

اتّساع روحي

عُبابٌ يغسلُ الشجر

الأوراق تبكي

من الجذل

على التلّة

القرية المعلّقة

تهطل مع الديمة

علي يدي

ناعما يسقط الطلّ

كأنّه يدك

بلا مطرية

يخبئني حضنك

من البلل

بعض من صفرتها

ما تركته الشمس

على أوراق البرقوق

مطر الخريف

شجرة الليمون الشعثاء

بلون زمرّدة

من الشرفة

تحاول الطيران ثانيةً

أوراق الخوخ

غاردينيا حمراء

تحت وابل البَرَدِ

قاتلٌ يذوبُ في قتيل

بغصن الشجرة

يعلق كُمُّ فستاني

التوتُ الاحمرُ يحضنني

أول ليلة خريف

أصوات زيزان تخمدها

نقرات مطر

و أنت تضحك

قمر الليلة كاميليا

تفتّحت في فمك

و أنت تغنّي

هزارات الحديقة تشرب

من ثغور الأقحوان

ندى على وردة

دمعة يتيم

أم لمعة ضحكة

على التلة

تغسل الديمة القرية

من القرميد الي العشب