فتح الله بوعزة
ليسَ لي حظُّ الميّتينَ
لأَعودَ إلى سريري الْقديمِ
خالياً منَ الّلحمِ واللّهاثِ
وأَحطَّ على أصابعِ امْرأتي
مثلَ عِطْرٍ خفيفٍ
لا يوقظُ أحداً
سوايَ
بِيديْنِ سائلتيْنِ
أُعدّ لطِفْلَتي ثِيابَ الْعيدِ
وقُصّةَ الشَّعرِ التي تُحبّها
ومِرْقاةً إلى شتاءٍ بعيدٍ
على جانبيْها أسرابُ حمامٍ
وأراجيحُ من ضوءٍ
وكفوفٌ ممدودةٌ
إلى السّماءِ
أتجوّلُ بين قُمْصاني
وزَوايا الْبيتِ قليلاً
أوزّعُ الْقبلاتِ والأمانِي
وأمْضي
مثلَ عِطْرٍ خفيفٍ
لا يوقظُ أحداً
سوايَ
ليسَ لي حظُّ الميّتينَ
لأعبرَ هذا النّهرَ
محْمولا على الأكْتافِ
مثلَ محاربٍ قديمٍ
عائدٍ
منْ رِحْلةِ صيْدٍ
خلفهُ منشدونَ
وعبيدٌ
ومشانقُ شتّى
لي حظُّ المبصرينَ
يعْثرونَ على منافذِ النَّجاةِ
في أولِ الطّريقِ
ويسْكرونَ
حينَ يفرحونَ!
*شاعر من المغرب