محض شاعر | سعيد السوقايلي
سعيد السوقايلي
وفاء
اسألي عني طوار الرصيف
ثيابي الملطخة برشاش السيارات
كم كنت حريصا على الوردة
خلف ظهري.
رهافة
سقطت ورقة من شجرة
صدقوني
لقد هزني دوي ارتطامها
على الأرض!
خيبة
اكتفيتُكَ
حين جرفتني الخيبة مرارا
وأنا، أيُّكَ النهرُ، أقف في آنٍ واحدٍ
عند النبع والمصب.
ثروة
أستطيع الآن أن أعُدَّ سنواتي كما قصائدي
آلاف الكلمات صادقتها أكثر من البشر
الكلمات التي تأخذ بيدي في نزهات خلف حانة الحياة
حيث العالم سكران بالمال والسياسة والمنطق …
لي ثروة من الكلمات، أقتطع منها كل يوم ولا أحصيها.
رقصة
لا داعي للقلق بعد اليوم يا قصائدي، يا آلامي الصغيرة..
دعيهم يحتفلون بحفلتهم التنكرية
وتعالي نتمشى قليلا في الحديقة الخلفية
يداي الطاعنتان في العزلة والنسيان على أيديك اليتيمة
هناك نقيم دارة ونرقص رقصتنا الأخيرة
كهنود حمر نكَّل بهم البِيض.
بملء إرادة خفية
أحيانا
تحس أنك تسير إلى الخلف وسط هذه الجموع
مغمض العينين
بملء إرادة خفية
نحو النقطة التي لن يصلوا إليها أبدا
أنت الذي تحرص دائما على أن نهايتهم هي بدايتك.
وحدة
وحين آوي إلى نفسي دائما
أبحث عني في الوحدة نفسها
تلك الصديقة القديمة الوفية
فلا أجد سوى رجل منسي
تكوم على نفسه مثل قلب صنوبرة داهمته أمطار موجعة.
ماذا سيتبقى مني ؟
وماذا سيتبقى مني
كي أعيش بكامل بهائي؟
فأنا تذكار منسي، مرمى على قارعة الطريق
لا تراه السابلة
رجاءً، من تعثرت رجلاه بي
فليعدل من وقفتي
كتابي بيميني، ويدي الأخرى تلوح للذين عبروا ولم..
عفوا للسماء.
بإحكام، ملصق بالتراب، ماذا سيتبقى مني إذا قادتني قوافل النمل إلى كهوف سفلية!؟
مثل نبتة وحيدة
أنا خجول
ومتردد أيضا أمام العالم
حين أراهم يتبادلون التحايا والمجاملات …
هكذا أجدني منزو الركن
أهمس بكل شجاعة لنبتة تُطاول الجدار
دون أن يأبه لها الجميع.
مرآة
اتخذيني مرآة لكِ
حين تتجملين أتجمل لك
وحين تبتسمين أبتسم لك
………….
وحين يشيخ وجهك
سأشحب وأنشق حزنا عليك!
في مرمى النسيان
في شارع الحياة
أقتنص وجوه المارة وأضعها في جارور الذاكرة
كل الوجوه التي أصادفها أخمن فيها حكاية ما
كل الوجوه تفسير كاف على أنني هنا
وأن هؤلاء الذين لا يشبهونني كل مرة
هم شبهي حين أبحث عن نفسي
وأنا في مرمى النسيان.
سعيد السوقايلي محض شاعر 2017-08-25