علي عبدالله سعيد
إغتصابي الأول كان بالأصابع على باب الفرن, حتى اللحظة لم يصدقني أحد. حتى ذاك الذي ما زلت أنتظر منه لو كلمة مرحبا.. لم يصدق ذلك. لم يكن بإمكانه أن يصدق الحكاية, إلا على مضض.
ـ بالأصابع ؟
ـ على باب الفرن؟
هذه ضريبة الخبز هنا.. ها أنا عارية..عارية تماما أحدهم يتشمم رائحة كيلوتي. ثم يبصق على ما بين فخذي. ثم يبصق.. صارخا:
ـ إرفعي ساقيك
ـ أمرك..
ـ ما الذي تظني بأننا فاعلينه بك؟
– إغتصاب جماعي حيواني.. لامرأة فائضة أساسا عن حاجة الذكور, عن حاجة الأرض.
ـ لا..
لن نحقق لك متعة جنسية من هذا القبيل. كلكن شراميط لا ترغبن إلا بالإغتصاب. عاهرات كلكن.. ابتداء من زوجتي الفاضلة إليك. كلكن عاهرات, وتدعين الفضيلة, العاهرات الفاضلات, فاضلات عاهرات مربيات أكثر من عاهرات.يا سبحان الله, عاهرات سيربين لنا أولادا, أولادنا. أولاد زنى. يا سلام.. لذلك.. الأجزاء المغتصبة, أو السليبة, لن تعود. إبن الزنى غير معني بإعادة أي ذرة تراب
مغتصبة,
أو
مسلوبة.
لم أكن
أرى حبلا يتدلى من السقف. عيناي كانتا في عماء أبدي كالماء الأسود, كالهلام القاتم. يصعد أحدهم فوق الطاولة يقيد ساقي بالحبل. يسألونني عن ألف فلان.. وفلان.. وفلان فلانة.. وفلانة.. وفلانة…؟؟
ـ في السجن
ـ كلهم؟
ـ بلا إستثناء
ـ الجامعة؟
ـ في السجن
ـ الوظيفة؟
ـ في السجن
ـ البلاد والعباد؟
ـ في السجن
ـ ونحن؟
ـ في السجن.
ـ والقضايا المصيرية التي نحن بصددها؟
ـ في السجن
ـ ورئيس الأمن القومي والوطني؟
ـ في السجن
ـ من الذي خارج السجن؟
ـ لا أحد
ـ الله والملائكة والأولياء الصالحين؟
ـ لا أظن
ـ إسحب الطاولة من تحت هذه الشرموطة المتفذلكة
أحدهم يسحب الطاولة من تحتي, أتدلى كضفدعة عارية, ومسلوخة. رأسي في الأسفل, عيناي في الأسفل, ثدياي إلى الأسفل, قلبي إلى الأسفل, دمي إلى الأسفل, عمري في الأسفل, قدماي في الأعلى. ندمي في الأقصى. ربما لست نادمة على شيء. أكبال رباعية بالجملة تنهال على جسدي. صراخ رجال متعددين, حفلة خاصة بليلك.. من أجل ليلك.. هاه.. هيه.. هوه.. صراخ حيوانات, صراخ يثير ما فوق الهلع من قال هلع؟ الهلع لا شيء قياسا بالحالة, بما يجري. لا شيء في الروح يبقى في مكانه, لا شيء في الجسد يبقى في مكانه. أبواب مخلعة, شبابيك مخلعة, نوافذ مخلعة, كوى مخلعة, نواتات مخلعة, أدمغة مخلعة.. متناثرة بلونها المقرف,
فوق
بلاط
أسود.
مقطع من رواية جسد بطعم الندم.. 2008