صدر مؤخرا العدد الثاني من المجلة الثقافية، العلمانية، الحداثية، الموجة الثقافية، التي تصدر من المغرب، بكل من اللغات: العربية، والفرنسية، والأمازيغية، والإنجليزية. هذا وقد جاء ملف العدد تحت عنوان “الجنسانية: الجسد، الدين والفن”، احتفاء بالمرأة. وقد شاك في الملف ثلة من المثقفين المغاربة والعرب وأجانب: وليد الحسيني (فلسطين/فرنسا)، سناء مكركر شفيبرت (فلسطين/ألمانية)، قاسم الغزالي (سويسرا)، عبد اللطيف بن اموينة، سحر محافظ، سحر مكزاري، أسماء الوديع (المغرب)، نضال شوشان، سعيدة بن سليمان (الجزائر)، منيا المهدي… هذا وقد تمحورت المقالات المشاركة حول أهمية الحرية الجنسية، وتحرير الجسد من قيود التقليد، من خلال مناقشات علمية، وأخرى استوحت أفكارها من الفلسفة وعلم الاجتماع.
وفي باب الفكر والنقد، كتبت الكاتبة والسياسية السورية رندا قسيس، تحت عنوان “متلازمة الجنس والموت”، عن التصور الجنساني في مختلف الثقافات والحضارات القديمة والفلسفات الحديثة. أما الكاتب توفيق رشدي فكتب في التقويم الإبستمولوجي للتراث: أصول العلمانية، مناقشا الحوار الذي جمع بين الفقيه المقاصدي المغربي أحمد الريسوني والأستاذ المفكر السوري جما الباروت والذي كان موضوعه: الاجتهاد بين النص والواقع والمصلحة. وقد أصدِر في كتاب يحمل ذات العنوان. أما الأستاذ الباحث رشيد طلبي فقد تناول في نص نقدي عميق، بنية المجتمع ومثالية هيغل. وقد كتب الكاتب المغربي أحمد الشيخاوي مقاربة سوسيوثقافية لنص أزغم أني شاعر، للشاعر المغربي محمد مقصيدي. أما الكاتب المغربي رشيد فجاوي فكتب يناقش النص الزجلي ريح الذات للشاعرة الزجالة ليلى عبد الجبار.
وفي باب قصيدة النثر، ناقش الناقد والكاتب المغربي عزالدين بوركة حول قصيدة النثر المغربية أو الحساسية الجديدة في الألفية الثالثة، مستحضرا أسماء ونماذجا شاعرية (عبد الرحيم الخصار، عبد الرحيم الصايل، محمد مقصيدي، لحسن هبوز، عبد الهادي السعيد، نوالدين الزويتني، سكينة حبيب الله، إيمان الخطابي…). أما حوار العدد فكان مع السياسي والمناضل النقابي محمد مجدي، حوار يرقى كي يلمس كل الجوانب التي تشغل بال القارئ العربي والمغربي، حول مواضيع لها من الراهنية والدينامية ما لها.
ويذكر أن العدد جاء محتفيا بالمرأة الشاعرة، إذ بباب زيارة الموتى، كُتِبَ عن الشاعرة الأمريكية “أني سيكستون”، عن حياتها وكتابتها الشاعرية التي تنتصر للمرأة وآلامها… وفي باب للأنثى مثل حظ الذكرين شاركت عشر شاعرا عربيات، أسماء الجلاسي، فدوى الزياني، سوزان بيرم، سامية ساسي، ليلى بارع، ريم القمري، هدى حسين، منى الرزقي، شمس جبار، سعاد يونس..
بالإضاة لإحتواء المجلة على مقطع من رواية 1968 للروائي المصري، أسامة حبشي. بباب الرواية.
وفي باب التشكيل، كتب الناقد عبد الواحد مفتاح، حول تجربة التشكيلي المغربي شفيق الزكاري، وكتبت الشاعرة ناهد الزيدي حول لوحة “النجم الأزرق” للفنان التشكيلي خوان ميرو. وكتب الناقد السوري المقيم بألمانية إسماعيل العليوي حول فيلم المخرج جان لوك غودار “حياتي لأعاشها”. وقد جاء العدد حافلا بالترجمة لنصوص عديدة من كلا اللغتين الفرنسية والإنجليزية (فرشات نحن للشاعرة الإيطالية كاميلا ماريا سيديرنا، المقام المعلي للإنسان، يعلي العالم للشاعر والفتوغرافي الفرنسي جون كلود سانتاس ترجمة التشكيلي أزدام عبد السلام، مقاطع شعرية للشاعرة وفاء عبيد، قصيدة الرغبة في الموت للشاعرة الأمريكية أني سيكستون…إلخ). بالإضافة لنوص إبداعية لمجموعة من الأدباء، عبد الواحد كفيح، حسن رياض، خديجة المسعودي، خالد سامح المجلي، محمد عريج، سيد العديسي، جمال المعتسم بالله، عبد الغني فوزي، سعيد غيدي، ناصر السوسي، محمد أولجمعا، محمد العياشي، عبد الفتاح بن حمودة، فاتحة صلاح الدين، عصام خليل،…
أما في الشق الفرنسي، افتتحت العدد الشاعرة الإيطالية كاميلا سيديرنا، بنص شاعري يتغنى بالمرأة والحرية والجسد، وكتبت الناقدة والكاتبة البلجيكية بياتريس دوبوك نصا حول الفن والفردانية، وفي باب الإبداع شارك كل من الشعراء، جمال خيري، محمد الدرقاوي، محمد بالمعيزي، لوانا فبيانو، علي الزنيدي.. بالإضافة لكل من الكاتبتين، سحر مكزاري ونورا الحيلي، والكاتب العبيدي كريم محمد.
يشار إلى أن لوحة الغلاف الفرنسي للفنان التشكيلي المغربي: خالد نضيف.