الصين من الألف إلى الباء | محمود محمد
محمود محمد
تتسم الحضارة الصينية بمجموعة من العناصر التي تتميز في تقدمها من الألف إلى الباء، التاريخ الصيني مختلف عن باقي الحضارات والثقافات من الجانب اللغوي والأيدلوجي والاجتماعي، وإعادة رسم خريطة العالم في الاقتصاد العالمي و التفوق علي أوروبا ليس فقط في الثورة الصناعية، و التكنولوجية، و التجارية بل في اللغة.
هذا هو ألف باء الموضوع، هو تعبير نستخدمه باللغة العربية لنقول إن هذه هي الأساسيات وإن لم تتعلّمها فلن تفهم، ذات التعبير يستخدم باللغة الانجليزية والفرنسية والعربية، ورغم إنني لا أعرف لغات العالم الأخرى إلا إنني أتصور أن أكثر اللغات تحتوي أيضا على تعبير يقول إن هذه هي أبجديات الموضوع ومن لا يعرفها لن يكتب ولن يقرأ.
الصينيون لا يملكون حروف أبجدية ألف باء هي أساسيات أي لغة و لكن في الصين تتغير الأساسيات ذاتها مع المضمون، الصينيون عندما يقرؤون لا يربطون صوت الكلمة بشكلها لأنهم لا يتهجون الكلمات، فهم يروا الكلمة ولا يقرؤونها ولهذا ليس هناك مرض اسمه عسر القراءة في الصين.
في الصين، ذلك المنبع القديم لحضارات الشرق يكتبون أشعارا تنير طريق من يقرأها ويفكرون ويتناقشون ويعترضون ويكتبون وكل هذا يحدث دون أبجدية ودون ألف باء، الصينيون لا يفضلون وجود الأبجدية أو انعدامها إن الكتابة الصينية دليل على إنهم يستطيعوا أن يفكروا بكل شيء بطريقة مختلفة حتى اللغة لا تحتاج دائما إلى أبجدية وهذا هو ألف باء الموضوع.
2017-02-28