قبسات من رباعيات جلال الدين الرومي
طوال النهار والليل لحنٌ
نيرٌ, هادىء
غناء مزمارٍ
لو خبا نذوي
———
مناخل هي الايام كي تصفي الروح
تكشف النجس و كذا
تُبين النور لثلةٍ يرمون
بهاءهم الى الكون
———-
لا رفيق سوى العشق
طريق دون بدء او نهاية
يدعو الرفيق هناك :
ما الذي يمهلك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر
———-
لو أن روحا لديك , احتسبها
أرخ لها ان تعود بكلمة واحدة
من حيث جئنا , الآن , آلاف من الكلمات
ونأبى أن ننصرف
———–
هل الحياةُ لتفنى ؟ يهب الله أخرى !
مجد المطلق ! وسلم بالمقيد
العشق نبع فانغمر
كل قطرة تنفصل عمر مستجد
———–
حسبت اني حكمت نفسي
فتأسيت على زمان قد مضى
اخذاً في اعتباري شيئاً واحداً اعلمه
لست أدري من أنا
———–
تتلكأ بعض الليالي حتى الشفق
كيما يُؤذن القمر للشمس احيانا
فكن مثل قادوس مُترعٍ جرَ دروب الظلام
من بئره ثم يصعدها الى النور
———–
لا حب افضل من حب بدون حبيب
ليس اصلح من عمل صالح دون غاية
لو يمكنك ان تتخلى عن السوء والحذق فيه
فتلك هي الخدعة الماكرة
———–
الرفيق يهل على جسدي
باحثاً عن مركزه , حين يعجز
ان يجده , يستل نصلاً
نافذاً في أي موقع
———–
ممتلىء بك
عقلاً وروحاً
لا مكان لنقص رجاءٍ , او للرجاء
ليس بهذا الوجود إلاك
———–
واصل التجوال رغم أنه لا مكان لكي تصل
لا تجرب ان تروم مرامي الابعاد
ليس هذا لآدمي , فارحل الى باطنك
ولا تمل لطريق الخوف يجريك تمضي عليه
————
عيوننا ما تراك
لكن عُذراً لنا : فالعيون ترى مظهراً
لا حقيقة , ولو أن لطيفة هذه المنزلة
ترجى دواماً
———–
ادرج على الأرض عاري القدمين وأذهلها بالدوار
فهي حبلى بالمرح و البراعم
ربيع مصطخب يرتقي نحو النجوم
والقمر ينشده مما يدور
———–
لا تُسد نصحاً كريماً إلي
لقد ذقت من شر الحادثات
واحتجزتني في مكان غير معروف
ليس لها ان تعقلَ ما حزتُ من عشق جديد
————
حين تُقيد أنعتق
لو تُوبخ أحتفي
نصلك المشقوق عشق
أنينك أغنية
———–
أنصت الى الاطياف داخل القصائد
دعها لتأخذك حيث تريد
اتبع تلك الاشارات الباطنية
ولا تُخلف مقدمة منطقية
———–
يرجع الليل حيث أتى
كلهم عائد عند وصولك
إحك لهم كم أحبك
———–
جسمي صغير حتى أن تراهُ بجهد
كيف يمكن لهذا الحب الكبير أن يوجد بي ؟
انظر الى عينيك صغيرتان
ويمكنهما أن يُبصرا أشياء هائلة
————
لو تخليت عن عقل
لأمكنني تسطير مائة رواية لك
ليس من سائل مثل دمعة
همت من مقلة لحبيب
———–
أجلُ من يحاولون
الخلاص بأنفسهم عن أيما رقود
يُخلونَ في الذات
جاعلين هناك كينونة الصفاء فحسب
———–
كل يوم بهذا الألم ! إما أنت مستغنٍ
أو أنك لا تدري الحب
أدون حكاية حبي
تشهد المكتوب لكنك لا تقرؤه
———–
إفتتانٌ كثيرٌ لدى بابك
كل العناية تربح تلك الطريق
فتذكر, رغم اني قد ارتكبت افعال سوء
بأنني لا أزال أرى العالم برمته فوق وجهك
————
لا تدخل علينا دون أن تجلب الالحان
نحن في صخب على طبل وناي
والمدامة لا تسقى م كروم
في مكان لست تحدس ما هو
————
السر الذي أفشيت , أفشِه ثانية !
لو أنك تأبي , سوف أشرع في الدموع
ومن ثم سوف تبوح : السكوت , و استرق السمع تواً
لسوف أفشيه مراراً
————
كنت الوحيد فجعلبتك كي تُغني
كنت ساكتاً فجعلتك تحكي الحكايا الطوال
لا احد يدري أين كنت
لكن الآن يدركون
——————————-
ترجمت محمد عيد إبراهيم
محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي؛ (1207 – 1273) المعروف بمولانا جلال الدین الرومي. هو أديب وفقيه ومنظِّر وقانوني صوفي. عرف بالرومي لأنه قضى معظم حياته لدى سلاجقة الروم في تركيا الحالية. وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى “بغداد” سنة 1210م على إثر خلاف بين أبيه والوالي “محمد قطب الدين خوارزم شاه”. وفي بغداد نزل أبوه في المدرسة المستنصرية، ولكنه لم يستقر بها طويلاً؛ إذ قام برحلة واسعة زار خلالها دمشق ومكة و”ملسطية” و”أرزبخان” و”لارند”، ثم استقر آخر الأمر في قونية في عام 632 هـ / 1226م حيث وجد الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي “علاء الدين قبقباذ”، واختير للتدريس في أربع مدارس بـ”قونية” حتى توفي سنة 628 هـ / 1231م، فخلفه ابنه “جلال الدين” في التدريس بتلك المدارس. وحين وفاته في عام 1273م، دفن في قونية وأصبح مدفنه مزارا إلى يومنا. وبعد مماته، قام أتباعه وإبنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية (المولوية) التي عرفت بالسمع والرقصة المميزة.
جلال الدين الرومي رباعيات جلال الدين الرومي 2017-01-26