يبدو أن قدَر عددٍ غير قليل من الفنانات العربيات، أن يتبنّيْن في عملهن قضايا تصب في النسوية: حق المرأة، حريتها، مقاومة عالم ذكوري متسلط، مساواتها مع الرجل…الخ. الفنانة اللبنانية المقيمة في باريس، نينار اسبر، لا تقدم فنا جسدياً بقدر ما تستخدم جسدها في أداء وفعل فنٍ يدخل في صميم تلك المعاني السالفة الذكر، إنْ في أفلامها الفيديو أو أدائها البيرفورمانس. ليس استعمال هذه الفنانة جسدَها هدف في ذاته، بل هو وسيط لتمرير فكرتها، قناعتها، نقدها، هويتها التي تشكّلها إرادتها حسب تحولاتها وتمردها…
بطء الحركة في أفلامها، والسكون في عروضها الأدائية (النوم لساعات على رف مثبت أعلى الحائط)، عنصران يلمسان الزمن وحياة الجسد داخل الزمن، من ناحية؛ ومن ناحية أخرى يتمردان على الهلع الحركي المعاصر الذي يتدحرج فيه الجسد مثل كرة بلياردو مرقوشة برقم. نينار اسبر، في غمار فكرتها التي تجسدها بالجسد لا تنسى الجسد. إنها ترقص به وله، تغني به وله، تكتب به وله… إنه النبع والمصبّ..ي