وأنا طفل | قاسم سعودي

وأنا طفل | قاسم سعودي

وأنا طفل رأيت عاملا في البلدية يزرع بذرة صغيرة في الأربعة شوارع في منطقة اليرموك ببغداد مرت عليها ثلاث حروب طويلة والكثير من العشاق والأمهات والحقائب قبل أيام عدت إليها وجدتها عالية جدا صار قلبي عاليا أيضا كنت قد نسيته هناك يشاهد من وراء السور غرفتكِ الصغيرة تفترشين يدكِ اليسرى تهمسين في الهاتف ماذا فعلت الحرب بعامل البلدية ..؟ ماذا فعلت الذئاب بنا ..؟ تجيب الشجرة ماذا فعلت بقلبك يا قاسم .. ؟ الشجرة التي كانت بذرة صغيرة في الأربعة شوارع في منطقة اليرموك ببغداد ..

حزن كثير | عبد الواحد مفتاح

حزن كثير | عبد الواحد مفتاح

    مثلما نظر جدي إلى السماء متوسدا قلبه الكبير ولم يجد شيئا أنظر إليك الآن لن أطلق سراح كلمات كثيرة لها رغبة أكيدة في أن تهزمك كما لا أقول شيئا عن حديثك اللذيذ الذي كان يتوجع في خاطري    من غياب الصدق قلبي كان مدرجا بفرح كبير قبل ينظر إليك بعينين واضحتين كقاتلة مأجورة كنت طيبا وقانع بالتعب الذي يزهر في يدي مع كل صباح جديد قبل أن يتلألأ الحب في أحاسيسي وأستقبله بخوف يرتجف الخوف كان دائما حقيقيا أما أنت فمزيفة ليست الشجاعة أن أقول لك أني عرفت الآن كل هذا وأن أتمسك بالصبر إلى أن تنقدني منه ابتسامة ناصعة بالحب فحزني الآن فاشل وكثير مثل الصلوات التي طالما أرسلتها إلى الله

شاعرة تبكي في حانة | قاسم سعودي

شاعرة تبكي في حانة | قاسم سعودي

أخسر دائما مثل تابوت في نزهة أو شاعرة تبكي في حانة أمد ذراعي إلى الطرف البعيد من البلاد أوقظ طفلا تأخر عن المدرسة أو عن العمل أسابق رأسي في الوصول إلى السكين سكين المطبخ حتما أقطع الخضروات وأفعل ما تصنعه أمي كانت تضع قطعة باذنجان واحدة في المقلاة فنشبع كلنا كانت تضع قلبها في المقلاة أيضا أو تضع البلاد البلاد التي تخسر دائما مثل تابوت في نزهة أو شاعرة تبكي في حانة ..

عبث | جلال الأحمدي

عبث | جلال الأحمدي

أرسم رجلاً وحيداً مثلي, على الحائط, ثمّ أخاف أن أشعر بالوحدة مثله.. فأرسم بجانبه فراشة, ثمّ أخاف أن تطير.. فأرسم أربعة جدران, ثمّ أخاف علينا من الحزن.. فأرسم غيمةً في الذاكرة, ثمّ أخاف من غربان الأسئلة.. فأرسم مكيدةً, ثمّ أخاف أن ينجح الأمر.. فأرسم شجرةً من بعيد لا تبالي بما يحدث, ثمّ أخاف أن يصدّق ما يحدث.. فأرسم قمراً يقضمه النّـدم, ثمّ أخاف أن يشغله الشعر.. فلا أرسم شيئاً, ثمّ أخاف أن يكتشف الشّـكّ.. فأرسم باباً موصداً بعنايةٍ, ثمّ أخاف أن يعتاد على الفشل فأرسم له حقيبةً, في داخلها حقيبةٌ, في داخلها مفتاح, ثمّ أخاف أن يدرك السَّـرّ.. فأرسم خلف الباب هاويةً, ثمّ أخاف على كبريائي من جنونه.. فأرسم بومةً تسكن كتفه الأيمن, ثمّ أخاف أن يبالغ بالحكمة.. فأرسم ذئباً في رئته اليسرى, ثمّ أخاف أن ينتقم من جسده.. فأرسم لفافةً تتكشّـف بين شفتيه, ثمّ أخاف أن يختنق الحلم.. فأرسم نافذةً, ثمّ أخشى من اللّصوص.. فأرسم بندقيةً, ثمّ يقتلني البرد! ثمّ أخاف من النّـسيان

قصائد حب | وداد نبي

قصائد حب | وداد نبي

 وداد نبي   الربيعُ قادم سيحلُ النسيان قريباً وأنت لم تتعلم نطق كلمةأحبك بالكردية ماذا سنفعل؟ أنا حبٌ فتيٌ وأنت نسيانٌ هرِم ….. الرسائل التي كتبتها لك أنت لن تقرأها وأنا أخافُ أن أرميها من النافذة الطقسُ خارجاً ديسمبر وأخشى على اسمكَ أن يُصاب بالبرد أخشى عليه المرض ….. مقابر الحب مزدحمة لا مكان فيها لحكايتنا حكايتنا ستبقى هناك على رصيفِ منزلك ربما تصير مقهى للحُب في شتاءٍ أخر.

لا أعرف ماهو الوقت | جلال الأحمدي

لا أعرف ماهو الوقت | جلال الأحمدي

جلال الأحمدي   لا أعرف ماهو الوقت، هل عليّ أن أعرف! ما الفرق إن قلتُ لكِ التقيتكِ الساعة الماضية؟! أو الحديقة الماضية؟ أو الضّحكة الماضية؟ الساعة ستتوقّف كما أنّ الحديقة ستموت والضّحكة تُنسى. *** كنت سأجلب لك وردة لكنّ الحمقى في الخارج يطلقون النّار على أيّ شيء يتحرّك ويمكنهُ أن يقول “أحبّك”. *** كلّ شيء أصبح غريباً, وموحشاً حتّى أنّنا نفتحُ الكتبَ ولا نجد القصائد في مكانها! *** امسحي بيدكِ فوق أي عامود إنارة سيغدو أرنباً ويتبعكِ. هذه ليست مبالغةً، أنا مثلاً.. البارحة، قبل أن تلتفتي إليّ كنتُ مزهريّةً مهشّمةً. *** “أحبّكِ” هو اسمٌ لمعاركَ وقتلة مأجورين.. اسمٌ للوقت وللرّب, وللجرح الصّغير الذي لا يندمل داخل القلب, للموت الفائض على الشّفاه, للشّفاه كذلك, للتّعب في عيون العتّالين آخر النّهار, لفقد امرأةٍ ترتعش في العتمة, ولقهر الرجال… *** أتمدّد على السّرير بانتظار يد أو كلمات. مثل قطار هرم أنفث دخان سجائري وأصفر.. تعالَ..تعالَ, لديّ فحمٌ وذكريات يابسة سأحملك حيث تشاء أيّها الحبّ. _______

شارل بودلير: هرمونيا المساء / ترجمة مصطفى القصري

شارل بودلير: هرمونيا المساء / ترجمة مصطفى القصري

آن لكل زهرة تميد على غصنها أن تضوع أريجها كالمباخر، الأنغام والعطور تحوم في نسيم مسائها كرقصة كئيبة أو خمار فاتر. Voici venir les temps où vibrant sur sa tige Chaque fleur s’évapore ainsi qu’un encensoir; Les sons et les parfums tournent dans l’air du soir; Valse mélancolique et langoureux vertige كل زهرة تضوع أريجها كالمباخر، الكمان يرتعش كقلب مغتم حزين، كرقصة كئيبة او خمار فاتر، السماء ذات حزن وجمالن كمقر رحب أمين، Chaque fleur s’évapore ainsi qu’un encensoir; Le violon frémit comme un coeur qu’on afflige; Valse mélancolique et langoureux vertige! Le ciel est triste et beau comme un grand reposoir. الكمان يرتعش كقلب مغتم حزين، كقلب حنون يكره العدم الواسع المتلبد، السماء ذات حزن وجمال، كمقر رحب أمين، لقد انغمست الشمس في دمها المتجمد. Le violon frémit comme un coeur qu’on afflige, Un coeur tendre, qui hait le néant vaste et noir! Le ciel est triste et beau comme un grand reposoir; Le soleil s’est noyé dans son sang qui se fige. قلب حنون يكره العدم الواسع المتلبد، ويلتقط كل أثر من الماضي المشتعل اللماع، لقد انغمست الشمس في دمها المتجمد، إن ذكراك في نفسي تلمع كالشعاع. Un coeur tendre, qui hait le néant vaste et noir, Du passé lumineux recueille tout vestige! Le soleil s’est noyé dans son sang qui se fige… Ton souvenir en moi luit comme un ostensoir! ترجمة مصطفى القصري لديوان زهور الألم للشاعر الفرنسي شارل بودلير

الكتابة باللون | أحمد بنميمون

الكتابة باللون | أحمد بنميمون

أحمد بنميمون   تهدأ الأشياءُ لكنْ تحتَ عينِــي تصخُبُ الألوانُ كالأصوات  إذ تشتدُّ أو تخفتُ من حِدَّةِ  ما يُومضُ ، بينا أرتدي الأزرق إذ  يَرْبَدُّ أو يصفو فلا يغدر بي موْجٌ إذا استلقى على صدري الصبور، أو إذا يسجد من تلقاء ليل مدلهمِّ الخطوِ فَتَّ بالأكسدةِ الآساس مما رفع البانون وعرَّى مطمئنات الصُخًور . *** وأرى الأخضر يكسو الميْتَ مِنَّا من نضير فاتنِ، كلَّ  مُثير. بهجةً تبعث في نفسيَ أنْ أرفع مُحْتَجّاً يدِي  في وجْهِ جلادي، وأدعو همستي واثقة الإيحاء بالصوتِ الجهير. ثم تعلو صرختي تهتف بالأنهارِ أن تغدق  من رُوحِ قوى منها على  كل هديرٍ سار في الشارع  والإصرارَ في صدري محاذاة  ملايين على شطٍّ أثارت صحوة  الأشياء فيه: اللونَ  في أحرف أشعاريَ  فاحتدَّ كجمر الرغبة الثوريِّ، يا لَوْني الذي أطلبهُ  حتى يساقيني على مائدة اليوميِّ نبضَ الناسِ بالحلْم  الذي يكتبني دون سطور .

فيما مضى | عبد الرحيم الصايل

فيما مضى | عبد الرحيم الصايل

فيما مضى ……… فيما مضى كانت لي طقوس غريبة كأن أزور مريضاً لا أعرفه و لا يعرفني كأن أسكر وأقصد مخفر الشرطة لأبيت ليلة هناك بملء إٍرادتي معطفي كان خزانة كتب وورشة عملي كانت دائماً: الخيال كنت أفعل ذلك مأموراً من الشعر مشيت حافياً تحت الشتاء مخرجاً لساني لتشرب كآبتي نبيذ السماء المعتّق صححت أشجاراً كثيرة بيدي و لأن الخريف شقيقي طلبت منه أن يترفق بشجرة اللوز التي أحبّ تلك التي كنت أسكر تحتها متوجّعاً من غياب الحب حين تزهر شجرة اللوز يسقط الثلج من عيني وأتذكر من أودعت قلبها في طحالبي لأعيش معذّباً ولتموت هي بهدوء في أحضان رجل آخر أه أيها الحب ابقَ هناك في الماضي صامتاً ومحنّطاً مثل مومياء دعني وشأني لا رغبة لي في الكلام عنك سأكتفي بمشاهدة جثتك الرائعة ـــــــــــــ قلت لهم ……. قلت لهم أنّي جمعت ما يكفي من الزلازل كي أمشي مطأطأ الرأس غير راغب في إضافة المزيد من الأشباح إلي خزانتي وقانعا بالضجر قلت لهم أنّي كلما استيقظت من النوم وجدت مسدسات كثيرة تشهر فوهاتها نحو رأسي فأتسمر كجبل جليد رافعاً ابتسامتي إلي أعلي ومسلماً كلّ ما جنيته من الليل قلت لهم أنّي لم أعد الناطق الرسمي باسم الجياع وذوي العاهات ولا الجموح الذي كان يقلب الطاولة علي الظلام ولا الرجل الذي سيأتي محملا بالشلالات ليطفيء حرائق العائلة كما كانت تتنبأ الأم ولا أي شيء، ولا أي شيء بل صرت كل يوم أضع اللمسات الأخيرة علي جنازتي أطوف المدن مقبرة.. مقبرة وأسأل حفاري القبور عن موعد الدفن قلت لهم أني منهك وبردان ولا داعي لانتظاري كي أنازل العالم من جديد فالأنفاس التي تبقت بحوزتي بالكاد تكفي لأشعر بالذنب قلت لهم كل ذلك فلم يصدقوني رغم أني كنت أتكلّم عارياً كهوا