الرئيسية | منبر الموجة | محكمة الحب | عبد الكريم ساورة

محكمة الحب | عبد الكريم ساورة

عبد الكريم ساورة:

 

لا أعرف لماذا لا أتدرب على الموت؟ الموت صداقة جديدة ومستقبل طويل، وأنا تجدني طول الوقت منشغل بقراءة كتب الحياة وشهوة المعرفة، المعرفة ألم سري تشبه كثيرا ألم الحب.

أشياء عديدة تسرقنا في هذه الحياة، لم نعد نلتفت إلى بعضنا البعض إلا في لحظة وداع سريع وكلمات محسوبة ومكررة، احترفنا البخل في اللقاء مع الحياة، في اللقاء مع الحب، العمر فراش صغير للحظة حب عابرة.

ركبت أكثر من طريق واحترفت التسول في الحب في أكثر من مدينة صدئة، الناس يشبهون مدنهم، الكلاب أضحت تحكم الطرق، وما السبيل إلى المرور إلى الضفة الأخرى، حيث يوجد الحب، فعلا لا أستطيع التعرف عليه، نذوب مغروزة لازلت لم تندمل بعد.

نكتب الكثير من الكلمات تفيض من الشوق، لاتشبه الكلمات… لا أشتم منها رائحة الحب… مجرد كلمات، مفردات تعلمتها قسرا، أستعملها لحظة افتضاض ورقة بيضاء… هل سيسجل اسمي يوما مجرما في الحب؟ ليس بالضرورة، فالتاريخ غاصٌ شبيه هذه النكبات.

نصرخ كل الوقت، نندد برداءة الأحوال الإنسانية، ونعلن تضامنا المطلق مع الضحايا، الضحايا الحقيقيون في الجانب الآخر، نمر بالقرب منهم، نمر على جتثهم… تبدأ عملية الحفر… نتسابق جميعا لقراءة قصائد الحب فوق رؤوسهم.

نبحث جميعا عن المذنب، ونخترع له أكثر من لقب، الفاعل يرقص كل الوقت أمام أعيننا، ونصفق له بحرارة، نتسابق للتقاط الصور معه… تعبيرا منا عن مشاعر الحب… نأخذ كل الحذر أن نكون أكثر ابتساما من خلال الصور.

كلنا متهمون بالتقصيرفي حق بعضنا البعض، هذا ليس صحيحا، هذه تهمة ملفقة من أعدائنا الكثر… كلنا متهمون بالتقصير في حق أنفسنا، هذا ادعاء أعظم مدبر من حسادنا… إذن نحن على وئام أكبر… هل محكمة الحب ستؤيد هذا الحكم ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.