الرئيسية | شعر | كَما حَجَر.. | الطاهر لكنيزي

كَما حَجَر.. | الطاهر لكنيزي

الطاهر لكنيزي

خَجولٌ أَنا

كَالْغَديرِ الّذي حينَما لَفَّنا

قَصَبٌ أَخْضَرُ الْهَمَساتِ

وَأَتْرَعْتُ مِنْ بَوْحكِ الْمُسْتَعِرِّ

أَباريقَ حِسّي

تَراجَعَ في خَفَرٍ خَلْفَ صَفْصافَةٍ

بَعْدَما لَمَّ أَطْرافَهُ وَبَقايا النَّقيق..

تَعالَيْ إِليَّ

وَلَوْ فَوْقَ أَوْتارِ أَوْجاعِنا

بِجيادِ الْعِتابِ

فَبَعْضُ الْمَلامَةِ مِلْحٌ اللِّقاء..

أَشُمُّ بِأَعْطافِكِ النَّرْجِسِيَّةِ

نَفْحَ الرَبيع المُتَلصِّصِ

خَلْفَ ابْتسامَةِ شَمْسٍ كَنودٍ

تُغَرْبِلُ قَمْحَ الْغُيومِ الَّتي طَحَنَتْها الرِّياحُ

فَأَخْلَعُ ظِلّي كَيْ أَسْتَقيمَ

كَما فَنَنٍ تَرَكَ الشَّدْوَ

 يَسْقُطُ عِزّاً وبِزّاً

عَلى جَوْقَةٍ لِلْجَداجِدِ

وَالْفَجْرُ دَفْقُ حَريق..

فَهَيّا انْقُري بِأَنامِلَ أُنْسٍ وَثيق

عَلى وَتَرِ الْحِسِّ لَحْنًا وَميقًا

يُراقِصُهُ الْجَرْسُ

كَيْ أُثْخِنَ الْمَحْو صَحْواً

وَأَرْقُصَ كَالْبَدَوِيّ

فمن قال إن الهوى حَضَري؟

وَلا تَسْأَليني عَلى أَيِّ لُجٍّ أَتَيْتُ

وَأَيَّ بِحارٍ رَكِبْتُ

فَفيكِ نَبَتُّ كَما يَطْفَرُ الطّيبُ

مِنْ ذَيْلِ زَنْبَقَةٍ بَرْعَمَتْ

وَاتَّخْذْتُكِ لي مَرْتَعاً وَمَقيلا..

أَلا تَذْكُرين؟

أَلا تَذْكُرينَ اخْضِرارَ الأَناشيدِ ذاتَ طُفولَتِنا

وَالْعُروبَةُ مِلْءُ حَناجِرِنا؟

فَاعْزفي لِبِدايَةِ فَصْلٍ جَديدٍ

فَقَدْ بَرَدتْ شَطَحاتي عَلى الرَّكْحِ

لَمّا تَرَهَّلَ خَيْطُ الْخِطاب..

إِذا لَمْ يُكَسِّرْ صَفيرُ قِطارِكِ

أُفْقَ انْتِظاري

وَفَتَّتَ شُؤْبوبُ خُلْفِكِ

ثَلْجَ اصْطِباري

سَأَعْصُرُ أَعْنابَ قَلْبي

لِكَيْ يَشْرَبَ الْعابِرونَ سُلافَةَ نَبْضي

كَما حَجَرٍ يَتَوَسَّدُ ضِلْعَ الطَّريق..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.