الرئيسية | شعر | قصيدتان | أحمد بنميمون

قصيدتان | أحمد بنميمون

أحمد بنميمون

 

 

تساؤل

ـــــــــــــــ
يا شعبي الطيِّبْ
كيف وقد اشعلتَ الأسواق
بعواءات ونُباح في الأبواق
يحتجَّ   وقد غابت سيدةٌ
تقطعُ  بين مواد سموم
***
أوَلَمْ تتفقدْ يوما ورقأ
لم يحضرْ إلا أشعل أضواءً
لم أسمعْ يوماُ في الأسواقِ
ولا الساحاتِ

صبياً يتهجَّى بعض حروفٍ
أو شيخاً يحتجُّ لتعقيمٍ
بغياب أليفٍ
كم آنسَ من  عزلات  ملهمةٍ
رضِيَتْ  أن تشربَ
في جنَّتِها من تسنيمْ
أنواراً تأتيها بالمتعةِ في خيرات حلومْ
وقد استغربَ من لم يشعرْ
بسوى ذبذبة الرغبة زلزلةً في أحشاء جسومْ
لا تشبع غير الدود.
والناس هنا يا شعبَ الذِّلّةِ   ليسوا
إلا ألسنة تلهث أن   تُشبِع ما تحت البطن
وما سوف يسد الأفواهَ
بفُضلة ما تتلَقَّفُهُ كفَّاهُ،
ولا تدري ما يرفعها نحو نجومِ.
***
فإذا ما امتصَّت   أيامَهُمُ ظلماتٌ  وغيومُ ،
لم  تعطهمُ  أشجارُ الدنيا  أوراقاً ماتوا
ومضوا ملعونين تمنوا أن تدفن آثامهُمُ
في أغوار الليل على طرقات سدومْ

***
ياغديَ ي الأخضَرَ يا لغتي الوارفةَ الخضراء
إفتري كالينبوع الدفاقَّ رجاءً
عن رغبة إخصابٍ واعدةٍ في شعبي
فحياة الذِّلة لن تروي صحراءَ سديمْ
فلترفع رأسك ولتمسك بكتاب الرؤيا
يَكْشِفْ لك عن  خيرات فيها مجدٌ
تبنيه بإرادات بنيك
سبيلاً للرفعة  في هذي الدنيا

 

الوصية الأولى
***
الشجرة الوحيدة
التي أعتز أنني غرستُ
كان اسمها

منذ أن كانت فسيلة محتملة

في بذرتي:
“بيْسان”
وقدْ واعدتني منذ البدء
أن تتدثر مع مرور

جميع فصولها،بأيامها ولياليها :
بأواراقي التي سأترك
في كل ركن من بيتنا :
في غرفتي أولاً وفي كل أركان

حجرتها الخاصة،
لكنني وأنا أحلم مرَّةً
امتلأت بأصوات كائنات شتى، تزأر أو تهدل، بينا  تتساءل:
أتعيش شجرةٌ  تودع أوراقها
في حجرة خاصة أو غرفة نوم؟
فيها أنجب والدان،
عن حب عنيف شجرةً
رفعا باسمها رغبتهما في تحرير

الإنسان، كخطوةٍ
على طريق تحرير أرض
ضاعت تحت  سماء سُلِبتْ
إشراقها قوناً وقروناً

فساعدت سيوفَ المؤامرات
أن تحز ما تشاء من رؤوس
كانت تجهر بدعوة النهار
إلى الظهور في الساحات؟
ولما لم يعد نهار يقوَى
على الظهور فرت الأشجار
إلى الاعتصام بظهور رجال
منها ستأخذ الحرية أوراقاً
عليها  سترسم بسمات الزمن الآتي:
وإن بيسان ، كما وعدتني
بعد أن أقامت في عالمي
لن  تتاخر عن ارتداء ،أجمل ألواني،
وانتظار يوم تتراقص فيه أطيافي.
وستقاتل كل من يريد
أن  يسلم للريح ألحاني:
عنيتُ أناشيدي وأغاريد حياتي.
حتى ينهض من كلماتي وحي الإنسانِ
بما يوحي لأخيه الإنسان من الحب
بكل الألوان وكل الأديانِ
يا بيْسانُ،
إذا غاصً أبوكِ إلى الأعماق المدفونةِ
أو حلَّقَ نحو سماواتٍ شاسعةٍ
لا يدركها إلا نلضٌ يؤمن بالإنسانِ
فلتنتشري في ليل الناس بألحاني
وتراتيلي الضوئية ، تسقط ْ
كلُّ دعَاوَى الليل الموحشِ
عن صمت القهرِ الجائر فيهم،
وفراديس الطعيانِ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.