الرئيسية | شعر | قرن فلفل في مؤخرة غيمة | فخري رطروط – نيكاراغوا / فلسطين

قرن فلفل في مؤخرة غيمة | فخري رطروط – نيكاراغوا / فلسطين

فخري رطروط

 

إن تزوج الليل بالنهار ماذا سينجبان؟
ماذا سيخسر العالم لو بقيت في سريري؟
إلى متى ستؤجل حزنك وبكاؤك؟
بأية لغة تلعن اﻷشجار اليابسة الغيمة التي لا تمطر؟
لماذا يغرم الشعراء بعيون الكلاب المشردة؟
بماذا تحلم اﻷشجار في الربيع؟
أوراق الشجر الميتة لماذا  لا يصنعون لها قبورا؟

البشر الذين أقابلهم يرفعون شارة النصر حتى في الصور التافهة،
أحيا وأحلم وأنام وأحب وأموت وأكتب
في وضعية المنهزم، حتى أني لا أعرف شكل القبضة المنتصرة.
هذه شارة النصر أم ساقان مرفوعان؟!

لا تزال الحياة في دورتها الخام.
كل اﻷخطاء مغفورة
يمكن إصلاحها أو تكرارها
حياتي لا تزال مادة خام
سأموت قبل أن نجح في تحويل حياتي إلى شكل ما، لا يريد الخالق أن نكون نسخة عنه ولا عن أنفسنا ولا عن غيرنا.

أنا منديل مرمي في طرف ميناء
فيه بقايا دموع والكثير من التلويحات الميتة.

اﻷرض صرة فيها الكثير من الخردة والجثث.

كما في اﻷفلام
حياتي في صندوق قديم مغبر فوق الرف في العليّة، فيه رسائل قديمة وصور وميداليات وحياة ميتة،
يتفقدونه لحل جريمة ما.

إكتشفت أننا ديدان في بطن غول
وهذا أسعدني كثيرا.

لا يمكن مواجهة العالم وجها لوجه
على أحدكم أن يعطي اﻵخر ظهره.

تعيش كمن في مؤخرته قطيع ديدان.

أنفر من الكائنات التي تعيش في قطعان؛ لذلك أحب الذئب والجمل الأجرب وأصحاب الحدبات وقبور الأولياء،
الحياة تحترم الكائنات البرية المفردة.

أموات عراة ينهضون من قبورهم
يصطفون في طوابير طويلة
للسير فوق صراط رفيع منصوب فوق الجحيم للوصول إلى الجنة
تتخطفهم الكلاليب
إلهي
إلهي

نرغب :
بالعيش أكثر من حياة
بمضاجعة أكثر من امرأة
بتجريب كل شيء
بتخريب العالم
بمعرفة أنفسنا
بلقاء الإله
مع ذلك نَفَسُنا قصير ونحب الأسِرّة الدافئة.

كتبت صديقتي زليخة أبو ريشةتحت صور لحديقتها غير المنسقة:
(أترك حديقتي على سيجيتها لتكون برية وفوضوية مثلي، لا أحب الحدائق المنسقة)

أنا جمل حاقد قصوا سنامي وسرقوا صحرائي.

نشبه أرامل مات رجالهن في الحرب
مع ذلك يفتحن النوافذ آخر المساء وينتظرن شيئا ما.

تعيش في الحياة كشخص مبتور الروح والجسد والحلم والنهاية،
مع ذلك تحس بأنك ملك العالم
الشعر قطعة أفيون.

بحذر  أدوس على أوراق الشجر الميتة
ربما كان في أحدها بقايا حياة.

أعضائي كاملة، لكني مبتور الروح
ظل جزء منها يحاول الدخول لجسدي
ولم يفلح.

يطاردني
كائن له تسع وتسعون رأس لا دماغ فيها، يريد رأسي التي فيها تسع وتسعون دماغا، لن يحل مشكلته؛
سيظل هناك رأس فارغ بحاجة لدماغ.

كان يجب أن يكون لﻹنسان الواحد رؤوسا كثيرة
رأس للنوم
رأس للتفكير
رأس لطلقة طائشة
رأس ليحمل القبعة
رأس يطبخ فيه العالم
رأس لتحطيمه
ورأس لقطعه
رأس لحفظ الشعر والذكريات المريرة.
ورأس فارغ إحتياطي.

لكثرة الكائنات غير المرئية
لا أجد لي موطئ قدم على اﻷرض.

العالم سينتظرني دائما
أنام طويلا
أحيا موزع العواطف والمشاعر
أناوش أشباحا غاضبة
أخطر اﻷحاسيس تأتيني حين أكون وحيدا ولا رغبة لك بمواجهتها
أعيش بين كومة خرائط لبلدان وبحار ميتة
لا أعرف أية خريطة أستخدم
لذلك بقيت مكاني تخنقني أحاسيس أنا اخترعها وأنا أنهيها.

حتى العبادة فن، الخالق صاحب ذائقة.

أعرفُّ نفسي بأني قوة تدميرية سوداء حزينة غامضة لا تريد أن تتخذ شكلا.

كما يأكل الليل النهار
كما تأكل السحب بعضها
كما تنهي الريح نفسها
كما تأكل المقابر أجسادها
كما تفتك الظلمة بذاتها
آكل بعضي
ما يتبقى ألقيه لكلاب العالم.

البشر عدادات لتسجيل الخسارات.

ملائكة على طاولتي يلتهمون اللحوم والشراب في طريقهم لتدمير مدينة
ناموا وتأخروا في النوم،
أوقظهم وأعرض عليهم المساعدة
فحياتي تنقصها اﻹثارة وأنا شاعر بريِّ لا أحب المدن.

تصنيف اﻵلهة على أنها أنصاف بشر وأنصاف آلهة محاولة فاشلة لتقريب وجهات نظر لجعل العالم مكانا آمنا.

أطفئ قنديلي
أسير على رؤوس أصابعي
لا أريد إيقاظ أموات العالم وأشباحه.

أغمض عيني فأرى أشباحا تغتصب بعضها
أفتحمهما فأرى نفس اﻷشباح تغير مواقعها.

هذا الوجود مصاب بالدسك في جميع فقراته.

أصبع قدمي الكبير يريد إحتلال مكان إبهامي ، يدي اليسرى تريد أن تعرف ماذا أنفقت اليمنى، عيني اليسرى تحسد اليمنى على زاوية النظر،
الأذنان تخططان لاحتلال رأسي، فمي يريد أن ينكمش ليأخذ مساحة أقل في وجهي
ربما استطاع فمي أن يريح ظهره على جدار الوجه،
الأنف يبدو كصاحب مؤامرة،
أسناني تتحارب مع بعضها لذلك تكثر الإصابات بينها،
كائنات الوجود تريد مغادرة مواقعها
لا شيء يرضيها.

القوى الغامضة غير المبررة تحتل العالم، القوى الواضحة العاجزة
تقف ذليلة في طوابير اﻷسرى.

الحياة ترف
الفنون هي أساس الوجود.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.