الرئيسية | شعر | في الحاجَة إلى الـسَّـفـر.. | محمد شاكر

في الحاجَة إلى الـسَّـفـر.. | محمد شاكر

محمد شاكر

مُنْذ حاجَتي إلى السَّفر

وأنا واقفٌ في مُنتصَف الحُلـمِ

أنتظـرُ العَلاماتِ..تنْبُتُ في السَّديم

تـَرْسم انْعـِراجاتِ المَصيـر

على رَصيف الرَّغبة

أمْتطي مَتـْنَ مِزاج ٍ  ..

لا يُحرِّك عَجَلاتِ الوُضوح ِ

على بَياض ِ إسْفلت ٍ طويلْ.

هَلْ في الرُّوح تأهـُّب للــرَّحيل ، مَرة أخرى

بـِخطـْو حاف..

وامْتعاض ٍ في الأقـْدام..

ووقـْع ٍلا يُفزع غيْر الهَواجسِ القابعَة

في أقصى’ الحنينْ..؟

مُنذ حاجَتي إلى السَّفــر..

أكرِّر نِسْياني :

أنـْسى قـُمصانَ الذكرى’.

في دولابِ العُمْر..

وأعيدُ تـَرتيبَ الحَقائب

في زَوايا الخَيـال

قبْلَ أنْ يُداهِمني الوقتُ..

بـِعقاربِ ساعَــة مَريـرة الوَخـْز ِ.

أنْسى تـَذكرة القِطار..

على رَفٍّ مِن رُفوفِ الهُويّة

تداعت أ رْكانـه ُ

وأحْشرُ ضِمْن أوراق ِ اعْتِباري

تذكِرة قديمة..

عَصفتْ بها الرِّيحُ، مِن سالِف الهِجْرات.

أنْساني..

كَسيرَ الجَناح ، في كـَنفٍ ليْس لي

أحْصي عَددَ الكبَوات

ولا أرْقى لأيِّ فَضاء مَنْذور للتـَّحليق

والهُبوط على مَوْسِم

وارفِ الحَفـيفِ ، والـزَّهرات.

منذ حاجَتي إلى السَّفـر..

غادرتني المحطاتُ إلى سَعيْها الحثيث ِ

وانداحَ غبارُ الطريق ِ

لمْ يَبْقَ واقــِفا سِوايْ

على ساق ِ ذِكرى

تـَسْتظلُّ بـِِفَيْء حَنين

قريبا ، تميلُ عنه الشمسُ إلى مَغيب..

تمْحو وهْمَهُ العَتَماتْ.

 

شتنبر 2017

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.