الرئيسية | ترجمة | على أهبة الأزرق | زينو بيانو – ترجمة: جمال خيري

على أهبة الأزرق | زينو بيانو – ترجمة: جمال خيري

جمال خيري – باريس 

 

عَلَى أُهْبَةِ الْأَزْرَقِ

 

1) تْـشِــيــتْ بِــيـْـكَـرْ / مِرْثَاةٌ

لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ أَيْنَ وَصَلْتُ

مُنْذُ سَاعَاتٍ وَأَنَا أَتَحَدَّرُ

سَاعَاتٍ شُهُورٍ سَنَوَاتٍ

لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ

أَيْنَ وَصَلْتُ

يَبْدُو أَنَّ السَّمَاءَ قَدْ أَرْتَجَتْ أَبْوَابَهَا

أَتَبَصَّرُ فِي الْأَطْفَالِ

يَرْسُمُونَ فَرَاشَاتٍ

عَلَى جُدْرَانِ الْمُخَيَّمَاتِ

لِيَطِيرُوا مَرَّةً أُخْرَى

أَبْعَدَ مِنَ الْمَوْتِ

طُيُوراً-أَرْوَاحاً

طُيُوراً-أَرْوَاحاً طُيُوراً-أَرْوَاحاً

دُونَ عَيَاءٍ دُونَ فَنَاءٍ

********************

أَتَبَصَّرُ أَتَبَصَّرُ

أَتَبَصَّرُ فِي عُمْقِ الْعُزْلَةِ ذَا السَّحِيقِ

الَّذِي لَمْ يُفَارِقْنِي أَبَداً

فِي كُلِّ ذِي الْأَتَاوِيهِ

فِي قَلْبِ اللَّيْلِ

كَيْ أُولَدَ مِنْ جَدِيدٍ

فِي هَذَا اللَّيْلِ

الْأَطْوَلِ مِنَ اللَّيْلِ

حَيْثُ لَاشَيْتُ

حَظًّا وَفِيراً مِنْ سَرْمَدِيَّتِي

********************

مُوسِيقَايَ كَانَتْ طَقْساً عَلَى الدَّوَامِ

طَقْساً لِلصُّعُودِ إِلَى السَّمَاءِ

وَلَكِنْ هَا أَنَا أَنْزِلُ

تَحْتَ الْأَجْرَامِ

هَا أَنَا أَخَافُ أَنْ أَتَجَمَّدَ فِي جَهَنَّمَ

أَنَا

الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَلَّا يُغْمَى عَلَيَّ أَبَداً

لَكَمْ أَصَخْتُ إِلَيْهَا

الْخَافِتَةِ

الْمُذْهِلَةِ هَمَسَاتِ الْفَضَاءِ

********************

لَكَمْ أَصَخْتُ إِلَيْهَا

كَيْ أَدْفَقَ أَحْسَنَ

كَيْ أَتَحَلَّلَ أَفْضَلَ

فِي رَغْبَةِ تَجَسُّدٍ عَارِمَةٍ

لَكَمْ أَصَخْتُ إِلَيْهَا

إِلَى مُنْتَهَى الصَّمْتِ

لَكَمْ عَرَضْتُ الْعَالَمَ

فِي نَاظِرَيَّ

لِأَجْعَلَهُ يَتَفَتَّحُ

الْهُوَيْنَى

لِكَيْ أَلْتَقِطَ جَوْهَرَهُ

لِكَيْ لَا أَضَلَّ الشَّمَالَ أَبَداً

أَوْ لِكَيْ أَفْتَقِدَهُ إِلَى الْأَبَدِ

********************

أَمْضِي نَحْوَ الْأُفُولِ

يَقِيناً

أُغَادِرُ ذَخِيرَةَ الْإِشْرَاقَاتِ

أَمْضِي لِلِقَاءِ

الْأَمْوَاتِ الْعُظَامَى

نُوتَةً

نُوتَةً فَقَطْ

نُوتَةً صَغِيرَةً فِي عِدَادِ النُّوتَاتِ الْأُخْرَى

وَلَكِنَّهَا نُوتَةٌ

زَرْقَاءُ بِامْتِيَازٍ

لِأَنَّنِي وُلِدْتُ كَيْ أَكُونَ أَزْرَقاً

2) فِي قَانِئِ الْعَالَمِ (مُنَاجَاةٌ عَبْرَ شَعِيمْ سُوتِينْ حَوْلَ لَوَحَاتِ مَارْكْ فِيلْدْ)

اِسْمِي شَعِيمُ شَعِيمُ سُوتِينُ عُدْتُ مِنْ أَمْسْتِرْدَامَ

حَيْثُ تَطَلَّعْتُ عَلَى لَوَحَاتِ رَامْبْرَانْتَ كَلَّا لَا لَسْتُ رُوسِيًّا وَلَا

بُّولُونِيًّا حَتَّى أَنَا يَهُودِيٌّ-أَوْ بِالْأَحْرَى تَشْكِيلِيٌّ

******

فِي وَرْشَتِي أَجَلْ أُعَلِّقُ دِيَكَةً رُومِيَّةً مَسْلُوخَةً

إِلَى السَّقْفِ وَأُشَكِّلُهَا أُشَكِّلُهَا بِلَا كَلَلٍ وَلَا ارْتِدَاعٍ لَا

أَتَوَقَّفُ أُشَكِّلُهَا لِأَنَّهَا أَعْنَاقَهَا زَرْقَاءُ

أُشَكِّلُهَا كَأَزْهَارٍ حَيَوَانِيَّةٍ

******

أَزْهَارِيَ الْجَمِيلَةُ تَبْقَى رَغْمَ ذَلِكَ أَزْهَاراً مِنْ لَحْمٍ

أَرْبَاعِي مِنَ الثَّوْرِ قِطَعَ شَلَّالَاتِ

الذَّبَائِحِ ذِي الَّتِي أَشْتَرِيهَا مِنَ الْمَقَاصِبِ

بِذُبَابٍ أَزْرَقَ مَا عَسَانِي أَقُولُ نَعَمْ حَقًّا

يُحَوِّمُ طَنَّاناً وَهَكَذَا إِنَّهَا نَتَانَاتِي الْعَنِيفَةُ

وَإِنَّهَا يَقِيناً تُنْتِنُ إِلَى السَّمَاءِ وَرُبَّمَا إِلَى

جَهَنَّمَ حَتَّى وَلَكِنْ لِكَيْ تَدُومَ فِي الاِحْمِرَارِ لَابُدَّ

مِنْ إِرْوَاءِ اللَّحْمِ الرَّدِيءِ بِاسْتِمْرَارٍ إِرْوَائِهِ بِالدَّمِ الطَّرِيِّ

حِفَاظاً عَلَى مَظْهَرِهَا الْقَانِئِ حِفَاظاً عَلَى الْحَيِّ أَعْنِي

شَعِيمَ شَعِيمَ الْحَيَاةِ

******

أَدُورُ فِي حَلَقَاتٍ مُفْرَغَةٍ لَا أَسْتَقِرُّ أَبَداً فِي مَكَانٍ أَنَا سَمَاءٌ

مَفْرِيَّةٌ

******

لَسْتُ فِي حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ أَتَسَكَّعُ فِي دَاخِلِي

هَلْ تَفْهَمُونَ بَيْنَ لَحْمٍ وَتَشْكِيلٍ

******

تَشْكِيلِيٌّ مَلْعُونٌ إِذَنْ مَجْنُونٌ حَتَّى لِنَقُلْهَا لِأَنَّنِي

أَتَسَلَّقُ أَغْصَانَ الْأَشْجَارِ لِأَنَّنِي أَحْتَفِظُ

بِالدَّمِ الطَّرِيِّ فِي عُلْبَةٍ بِسْكْوِيتٍ لِأَنَّنِي مَهْوُوسٌ

بِالْعُفُونَةِ دَعُونَا وَلْنَكُنْ جِدِّيِّينَ وَلَوْ لِهَذِهِ الْمَرَّةِ

احْتَفِظُوا بِدُمُوعِكُمْ أَنَا إِنْسَانٌ مُخْتَرَقٌ

إِنْسَانٌ مُجْتَاحٌ بِنَوْبَاتٍ مِنَ التَّبَصُّرِ دَامِسَةٍ

******

كُلُّ شُخُوصِي تَعِنُّ فَجْأَةً فِي الْحَقِيقَةِ تَعِنُّ مِنَ

الصِّبَاغَةِ تَنْهَمِرُ مِنَ الْخُمْرِيِّ مِنَ الْقُرْمُزِيِّ تَنْهَمِرُ

مِنَ الزُّنْجُفْرِ تَنْهَارُ تَنْحَنِي تَنْثَنِي

تَحْتَ لَطَخَاتِ الْأَحْمَرِ تَعْطِفُ نُثَارَاتٍ

مِنَ الْغَسَقِ دَفَقَاتٍ مِنْ نِهَايَةِ صَيْفٍ نَبَضَاتٍ مُزْرَقَّةً

رَأْساً عَلَى عَقِبٍ لِشُخُوصِي كَثَافَةٌ

إِنْسَانِيَّةٌ مُذْهِلَةٌ كَثَافَةُ ألْفِيَاتٍ

******

مُلْحِدٌ إِذَنْ لَا إِطْلاَقاً أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُثِيرَ

مَنَاطِقَ مِنَ الرُّوحِ مُقَدَّسَةً كُلُّ لَوْحَةٍ مِنْ لَوَحَاتِي

مَحْوٌ إِشْعَاعٌ نَقَاعَةُ

نِهَايَةِ الْعَالَمِ طِلَّسْمٌ أَجَلْ إِنْ شِئْتُمْ بَلَى بِالْأَحْرَى

كَفَنٌ بَلْ وِعَاءُ الْقُرْبَانِ الْمُقَدَّسِ حَتَّى شَيْءٌ مَا يَحْدُثُ هُنَا

أَتَمَلَّكُنِي أَتَحَرَّرُنِي أَدْخُلُ فِي اتِّصَالٍ أَدْخُلُ فِي

جَيَشَانٍ مَعَ مَاذَا مَعَ غَيْرِ الذَّاتِيِّ مَعَ اللُّعْبَةِ

الْكَوْنِيَّةِ مَعَ الْكِتَابَةِ الْمَرْمُوزَةِ الْعُظْمَى أُجَمِّعُ

أَنْسَخُ تَوْقِيعَاتِ الْإِلَهِ

******

تَعَوَّدَتِ الْأَرْوَاحُ عَلَى أَنْ تَتَسَكَّعَ فِي فَنِّيَ

التَّشْكِيلِيِّ تَدُورُ تَنْحَنِي تَلْتَوِي

إِنَّهَا جَمْهَرَةُ الطَّوَاطِمِ رَقْصَةُ الذَّرَّاتِ سَمَكَةٌ تَسْبَحُ فِي الْأَحْشَاءِ

السَّائِلَةِ لِمَائِدَةٍ دَلْبُوثٌ يَنْزِفُ دَماً

شِفْنِينٌ يَبَحُّ دِيَكَةٌ رُومِيَّةٌ مَشْنُوقَةٌ كَرِجَالٍ يَكْسُوهُمُ الرِّيشُ

******

فِي اللَّوْحَةِ النَّاجِحَةِ ثَمَّتَ مَا يُشْبِهُ الْإِلْحَاحَ الصَّوْتِيَّ

نَوْعٌ مِنَ الْمَغْزَى التَّذَبْذُبِي اللَّوَحَاتُ الْعُظْمَى كَيْفَ أَقُولُ

إِنَّهَا يُصَاخُ إِلَيْهَا

******

رُكُوعٌ خَالِصٌ صُرَاخٌ دُونَ صَوْتٍ رَقْصٌ دُونَ

حَرَكَةٍ هُوَ ذَا تَشْكِيلِي هِيَ ذِي حَيَاتِي

******

أَسِيرُ نَحْوَ مَمْلَكَاتِ الصَّيْفِ كُلُّ شَيْءٍ حَيٌّ كُلُّ شَيْءٍ

مُعَبِّرٌ التَّشْكِيلُ سَعَادَةٌ زَاخِرَةٌ

3) دْجِيمِي هِينْدْرِيكْسْ / مَغْنَطَةٌ

لَمْ

أَعُدْ

لَمْ أَعُدْ

مُرْتَبِطاً بِالْأَرْضِ

أَنَا إِنْسَانٌ-خَيْلَانُ

أَمْضِي

مُضِيًّا نَحْوَ كُلِّ الْأَمْوَاهِ

نَحْوَ الْأَنْهَارِ ذَاتِ الْيَنَابِيعِ الَّتِي لاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ

أَمْضِي

نَحْوَ الْغَانْجْ

نَحْوَ الْمِسِيسِبِّي

أَمْضِي نَحْوَ الْمُحِيطِ

نَجْمُ الْبَحْرِ وَطُحْلُبٌّ هَائِلٌ يَسْتَقْبِلَانِنِي بِبَشَاشَةٍ

*****************

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي

نَحْوَ تِلْكَ الشُّمُوسِ الدَّامِيَّةِ

بُرْهَاناً عَلَى طَارِئٍ

مُطْلَقٍ

تَهْشِيماً

تَوْقَ قَوْلِ الْمُسْتَحِيلِ

حُمَّى شَدِيدَةً

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي

نَحْوَ أَزْهَارِ الْفَرَاغِ تِلْكَ

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي

نَحْوَ ذَاكَ اللُّبَابِ الْقَاتِمِ

لِلْحَيِّ

*****************

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي

وَيَجْرُفُنِي

نَحْوَ تِلْكَ الْفَجْوَةِ الشَّفَقِيَّةِ

صُحْبَةَ

مُبْعَدِي الْعَالَمِ

صُحْبَةَ عَمِيقِي الِانْعِزَالِ

صُحْبَةَ سَنَّانِيِّ

الْمَحْقِ

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي

عَنْ كَتَبٍ

نَحْوَ لَحْمِ النَّفَسِ ذَا

فِي انْسِجَامٍ مَعَ الْغَرَقِ الْعَظِيمِ

*****************

عَدَدُ نُوتَاتِي

مُطْلَقٌ لَا يَنْتَهِي

لَا الْوَاحِدَةُ

مِنْهَا أُولَى

وَلَا الْأُخْرَى آخِرَةٌ

أَجْرِي بَيْنَ

السَّوَائِلِ

سَالِفاً عَنِ الْوَقْتِ

أَنْسَى كُلَّ الْمَثَاوِي

أَسْتَحِيلُ هَوَائِيَّ بَثٍّ

أَغْدُو مِنْ جَدِيدٍ خَشْخَشَةَ غَرِينٍ

أَعْبُرُ مِنْ الْأَنْتَ إِلَى الْهُوَ

مِنَ الْمُفْرَدِ إِلَى الْجَمْعِ

أَشْرَعُ فِي الْكِتَابَةِ

عَلَى بَشَرَةِ السَّمَاءِ

*****************

بَيْنَ ضِفَّتَيْنِ بَيْنَ مَاءَيْنِ

مَجَازٌ

بَيْنَ آلَافٍ أُخَرَ

مَعْبَرٌ لِلْمُضِيِّ إِلَى رُؤْيَةِ كُلِّ الْمُمْكِنِ

لِقَبْضِ كُلِّ مَا يُعْرَضُ بَيْنَ أَيْدِينَا

مَمَرٌّ

مَسْلَكٌ فَقَطْ

هُنَاكَ

أَقْصَى بِكَثِيرٍ مِنَ الْأَرَاضِي

حَيْثُ يُجْسَرُ عَلَى شَنْقِ الْمَلاَئِكَةِ

*****************

قَبْلَ

التَّسَلُّلِ إِلَى النَّوْمِ الْعَظِيمِ

أَصَخْتُ طَوِيلاً

إِلَى رُوَادِ النُّورِ الْأَسْوَدِ

كُلِّ الَّذِينَ

يُحَوِّلُونَ الْأَلَمَ إِلَى رَحِيقٍ

قَبْلَ

وَقَبْلَ

الْعُثُورِ عَلَى الْمَجَازِ

وَسْطَ النَّيَازِكِ

*****************

قَبْلَ أَنْ أَخْتَلِقَنِي مِنْ جَدِيدٍ

إِلَى مَا لَا نِهَايَةٍ

حَجَراً حُرًّا

حُرًّا فِي امْتِطَاءِ النَّسِيمِ

حُرًّا فِي أَلَّا أَشُدَّ الْأَوْتَارَ فَقَطْ

بَلْ وَأَمُدَّ الْمُوسِيقَى

إِلَى غَايَةِ خَلْقِ

جِدَارٍ مِنَ الصَّخَبِ الْأَسْوَدِ

وَجَعْلِ النُّوتَاتِ تَنْزِلُ

مِنَ الْجَنَّةِ

فِي الْعُضْوِ التَّنَاسُلِيِّ لِذِئْبَةٍ

أشعار زينو بيانو

ترجمة جمال خيري

 

=========================================

*مختارات من دواوين “تشيت بيكر/مرثاة” (صدر عن له كاسطور آسطرال 2015) و”في قانئ العالم/سوتين-مناجاة/مارك فيلد” (وهو عبارة عن كتابات على حدود الشعر متأملة للوحات الفنان التشكيلي والمخرج والمنتج والساحر مارك فيلد. يتضمن الكتاب الأشعار وصورا للوحات المعنية. وقد صدر عن منشورات ديميرشي 2010) و”دجيمي هيندريكس/مغنطة” (صدر عن له كاسطور آسطرال 2010).للشاعر والكاتب المسرحي والمترجم الفرنسي زينو بيانو.

**التقط الصورة الفنان الفتوغرافي هيكيت فودوتشي وعنونها “نظرات”

***ترجمة جمال خيري، شاعر ومترجم فرنسي من أصل مغربي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.