الرئيسية | شعر | سيرةُ الْعائدِ | فتح الله بوعزّة

سيرةُ الْعائدِ | فتح الله بوعزّة

 

فتح الله بوعزّة

يذكرُ الرّواةُ أنّ صاحبي

 نامَ منذُ قليلِ

وفي يدهِ

باقةُ وردٍ

تدلُّ النّاجينَ

على مخابئِ الموْتى

 

يقولُ المنْشدونَ:

لمْ يكنْ في يدهِ

غيرُ قنْديلٍ

يُرشدُ الْهاربينَ

إلى بقايا الدّمعِ

على حجَرٍ طائشٍ

 

لمْ يكنْ في يدهِ

غيرُ زجاجةٍ

في الزّجاجةِ

ضحْكاتُ صبايا

حملْنَ عصافيرَهنّ

إلى الخلاءِ

وارْتبكنَ

حينَ باغتَهنّ

مطرٌ خفيفٌ

ولهاثٌ

 

يذكرونَ أنه تملْملَ

 في فراشهِ طويلاً

مثلَ ثلْجٍ هشٍّ

يتفكّكُ خلفَ الْحيطانِ

ونادى رفاقَهُ، والدّراويشَ

والغرْقى، والعابرينَ

إلى النّهاياتِ السّعيدةِ

نادى النّسوةَ اللائي

رفعْن الغيومَ إلى كتفيهِ

وانْطفأْنَ خلفَ رؤوسِ الْجبالِ

نادى أباهُ: يا أَبي

يا حارسَ الأشْجارِ التي تعرَّتْ

منْ طيورِها

وبَقايا المساءِ

تدلَّ                                                                                              

دلَّ النّهرَ

على دمعتهِ الأخيرةِ

واحْضنِ الْعائدينَ

من فرحٍ طارئٍ

إلى أن تجفَّ ثيابُهم

وتكبرَ الْكرومُ التي في كفوفِهمْ

واحْترسْ يا أبي

يا راعي الْغيومِ خلفَ رؤوسِ الْجبالِ

ثمّةَ ـ دوماً ـ حجرٌ طائشٌ

وصراخٌ مكْتومٌ

في الممرِّ الْفاصلِ

بينَ بابِ البيتِ

ويومِ الأحدِ

 

يذكرونَ أنّه نامَ ثانيةً

وفي يدهِ قطعةُ برقٍ

بلّلها رذاذٌ عابرٌ

فصارتْ جمرةً

تضيئُ للْعاشقينَ

مسالكَ  الْيقينِ !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.