الرئيسية | سرديات | سبعمائة وواحد وعشرون يوما بالتحديد | سالم بن سليم – اليمن
عمل للفنان التشكيلي المغربي أحمد الشرقاوي

سبعمائة وواحد وعشرون يوما بالتحديد | سالم بن سليم – اليمن

سالم بن سليم | اليمن

منذ عامين وأنا أقف أمامك بكل وضوحي، بشفافيتي التي تستطيعين من خلالها رؤية قلبي وهو يرتطم بأضلعي قافزا نحوك في كل لقاء. وأنا كشرقي  مكابر أقعد في برود، أضحك لصديقي كاذبا وأتجاهلك.
منذ عامين وأنا أعيد قراءة أول محادثة إلكترونية بيننا عندما جمعتنا الأقدار على غصن قصيدة، أتفحصها كلمة بكلمة لأجد منفذا لعالمك. أتذكر أنك  -وعلى عكس الحسناوات-   قلت “لا أحب القهوة.. لا أحب الأشياء التي ترغمني على التعلق بها” ومن حينها أطفأت موقدي الصغير وأظنه يكاد أن يشكرك لإنقاذه من احتراق  قهوتي عليه سهوا وأنا أنتظر مؤشر اسمك كي يصبح أخضر في القائمة.
عامان وأنا أقص شعري كذلك الشخص الذي امتدحته، وعندما سألتك عنه قلت “إنه محترم في هندامه وقصة شعره”. قلدته في قصته لكن هندامه  كان بشعا لأقلده.
ما الذي  قد يدفع أحدهم لممارسة الرياضة بشكل غبي أمام منزلكم بينما يفصل منزله عن النادي الرياضي مائة متر فقط. مالذي يدفعه ليرسل لك: “كيف أنت؟” في الثالثة فجرا في أيام عمله. وماذا برأيك قد يدفعه لترك التدخين وإدمان الكتب ليحفظ  كل هذا الكم من المعلومات فقط ليجاري ذاكرتك اللعينة. مالذي قد يجعله يقوم بحظرك  من جهات اتصاله ويتلصص عليك من حساب آخر لأنك وبطريقة مستفزة وضعت قلبا أحمر وكتبت “أنيق” كتعليق على صورة شاب آخر في فيسبوك.
سبعمائة وواحد وعشرون يوما بالتحديد، لم أفهمك. فقط هذا اليوم فهمت أنك لم تكوني تكرهين القهوة بل تخشينها، وأنني قهوتك.  وأنه كانت لديك طريق مختصرة لعملك غير ماكنت تسلكينها لتطأي  قلبي. وأن أخاك قد عاقبك لأنك تتلصصين على أحمق يمارس الرياضة وقت الظهيرة وأنك شرقية يحكمها الصمت والكبرياء الذي يحكمني.
اليوم أيضا عرفت أنك غادرت المدينة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.