الرئيسية | شعر | روحي كرسي انتظاركِ | دلدار فلمز – سويسرا

روحي كرسي انتظاركِ | دلدار فلمز – سويسرا

دلدار فلمز

(أنا على أطراف حزني أعد أعمدة الوحدة

تحت خيمة الوقت في انتظاري لكِ)

روحي سرير انتظاركِ
هذا المساء أزرقٌ وهادئ
كبحر ينام على كتف الرمل
غرفتي موحشة كليل الغابات
كشعركِ
كصوتكِ أيضا
كوحدتي أيضا
في رأسي تصبحين فراشة
فراشة تغسل عني وعن أحلامي رحيق الكوابيس
كشيء يتأبط رمل الأمنيات
ويفك أزرار بابي المغلق
حبيبتي نهاراتي صفراء كأوراق
روزنامةٍ في غرفة عاشقين
أيامي المعلقة كعواء الكلاب
على حبال الريح
تحتاج قليلاً من هدوء جلوسكِ
وحفنة من صوتكِ الأسمر
ذاكرتي تشتعل بلقاءاتنا
وسجائر العاشقين
في خصر التلال
لم تقدر أن تطفأ رأسي

-2-
غيابكِ؛ غيابكِ عني يخيفني
وسرير موحش يهدهد رأسي المنخور
لا أحمل في جيبي سوى سجائر الشوق
أشعلها واحدة تلوى الأخرى بشفتين يابستين
في عيني يتلألأ ؛ يتلألأ ليل العناق
أحتاج يداً؛
يداً بأصابعها الكاملة الحنان
يداً تكسر رغيف الحب وتطعم روحي
وصباحاً يزيح هذه الغمامات
عن مكاناتي البعيدة
أحتاج أيضاً ليلاً ؛ ليلاً يتسع لنعاسي
وبحراً عذباً يغسل عن جسدي دخان الدم
أحتاج أيضاً وسادة عشقٍ تحضن وجهي الغارب
وفي الجهة الثالثة من ليلي الطويل
لا تزال كآبتي مرتبة ككتبي
ومبعثرة أيضا كصباحاتي

-3-
في الشارع المفتوح على حزني أعبر الناس
كما أعبر نوافذ مغلقة
وحده صوتك كنوارس بيضاء يتحدى بحر عزلتي
وبأصابعكِ الفضية تشعلين فانوس حياتي
وتدرين تماماً كما لن يدري أحد
أن روحي سرير غيابكِ
إنه الربيع أخيراً وصوتكِ الاسمر
يتردد على الأشجار في سماء الغربة
كأن كل شيء ثابت كما لو تعطل الكون هنا؛
هنا على عتبة عشقنا في انتظار لقائنا المؤجل
وطيفكِ كخيالات الصيف القاسية
هائجٌ كبحر ينخر جدران وحدتي

-4-
أيها الحب المتعب
من أجلك أدفن نهاراتي؛
نهاراتي هذه طفل حزين
يبكي على تخوم قلبي

-5-
إنه الربيع
وأنت ترسمين في ماء وجهي دوائر النشوة
تكسرين زجاج حزني في ضباب النوم
كما لو أن في سماء وجهك باقة
من مرايا البنفسج

-6-
يا لخيبة الشعراء
كم وجدوا أنهم ضلوا الكلمات
مقرفصين في حقول اليأس
بقبعاتهم الحزينة ينتظرونكِ
في أيديهم باقة من سنابل الألم
وفي وجوههم المتعبة ابتسامة حمراء
الشمس تحرقهم وأشواك الرمل
تنخر أبصارهم

-7-
أيها الحب المتعب متى ستعبر مدينتنا ؟
فدخانها مؤلم ونجومها الحزينة
نائمة في السماء
قبعات الحزن لا تليق بغير رؤوسنا
جدراننا المليئة بالعناكب يتساقط
من ثقوبها حمى الوقت
لا تخف أيها المتعب فلن تخدشك أشجارنا
وطيور تشبه البطريق تعبر الأفق على عجل
أرياش خشنة وسحب مغلقة تغمرنا
بمطر حنون
أين أنت …………….؟
أيها الحب المتعب

-8-

يتصاعد في رأسي
دخان وجهكِ
ويدي تحتاج قليلاً من مخيلتكِ
في كتابة قصيدة تليق بحبك لي

هامش 1
(أنا على أطراف حزني
أعد أعمدة الوحدة
تحت خيمة الوقت
في انتظاري لكِ)

 

من مجموعة شعرية ستصدر قربيا عن  مؤسسة الموجة الثقافية‏

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.