الرئيسية | شعر | رسائِلُ لأيلُول
شعر

رسائِلُ لأيلُول

 

سعيد غيدَّى / المغرب

أيلُول مِيلادِي…أيلُول موِتٍي..
أيُّها الواقفُون على جُرحي
تمايلُوا قلِيلا

أيلُول يا أيلُول…
عندما يرجعُ الأطفالُ إلى المدارِس
أفتحُ جُرحِي وَحلاً للنّوارِس…
ما نفعتْنِي لياليهِ الطّوالْ
ولا أحبّتنِي نساءُ المدِينة القدِيمهْ

كُنت معتُوها بما يكفِي…لأسرِق دجاجَات جارتِي…
وأبيعَها لجارتِي الأخرى – جارتُنا –
كانتِ الدّيكةُ تتصاهرُ…وربّات الخمّ يخنِقن النّسل بأصبعهنّ الصّغير جدّاً

أيلُول…
أكلّما صمتَ اللهُ كثِيرا يرتفِعُ صوتُ باعَة ملابس النّساء الدّاخِليهْ؟

“مايُوهات ما يُوهات
سُوتياناتْ…ما يُوهات”
من يفتحُ هذه الجُروح في نهدٍ يُرضعُ المسِيح فوق الصّليبْ؟
أكلّما صمتَ باعةُ المايُوهات فتحتِ المآذن حناجِرها تُنادي في النّاس:

“حيّ على الصلاهْ
حيّ على الفلاحْ”…
وبين النّداءيْن…يغتسِلُ المُؤمنون…

أيلُول يا عُقدتِي
قُل لإخوتِك الـ الأحد عشَر:

عندما يرجعُ الأطفالُ إلى المدارس
أفتحُ جُرحِي وحَلاً للنّوارِس…

(2)
أيلُول…عرّيتنِي كيْ يرانِي اللهُ ثانيَة
أيذكُر سبحانهُ كيف نشَأتُ وأيُّ طين معْدِني
أمْ من اسمنتٍ وحدِيدٍ مزجَنِي…
يا ألله ها أنا تعرّيتُ فلتمْدحنِي قلِيلا كيْ أصيرَ إنساناً
(…)
كانتْ سنُونوةٌ تُجيد عجْن الطِّين
وكانَ بامْكانِها أن تُكذِّبَ قُدسِية التّكوِين
لو جرّبتْ فقطْ أن تصنعَ آدمِيا…
أمّا الرُّوح…
فوحدها الرّيحُ تنفُخها…وتتجلَّى عيُوبنا…
(…)
أيلُول… دثّرتَنِي كيْ تقِيني قصَاص أهلِي
كانُوا يتساءلُون والأرحَام…
وأمّا السّائل فانهَر…واحذَر أنْ تُحدّث بِنعمَة ربّك…
أيلُول الرّحم…أيلُول الرّحِيم…
كثُرت أسماءُ الله
ولا نعرِف غيْر أنّنا حُفاة عُراةً نصعدُ إلى الله
(…)
أيلُول…ليْس كلّ الشّعراء يحتَرقُون
وليْست كل القصائِد بنادِق
ولكنْ بعضُ الرّفاقْ زنادِق
يرفسُون الياسمِين
ثمّ يَكتبُون شِعراً عن خِذلان الرّبيع
(…)
مشيْنا ليالٍ طِوالٍ خلفَ الفرَاشات
لا لكيْ نصطادَها
بل لتدلّنا على نُورٍ به نحترِقْ
(…)
كم امرأةً صعَدتْ سلّم أنينهَا
لتُطلّ على عرْش الرّحمان
وحدهُ الله أعدّ تقارِيره…والمُخبرُون
والرّفاقُ كتبُوا شِعرهُم عن خِذلان الرّبيعْ…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.