الرئيسية | شعر | تزهر أشجاري في الخريف

تزهر أشجاري في الخريف

محمد مقصيدي

 

الإنسان المربع والإنسان الدائرة :
كأنني رسالة من عدو،
أجلس بين هنا وهناك .
يد في الفرح ويد في الكآبة،
عين على الفراشات وعين على أكلة لحوم البشر
رجل تجري خلف الأبيض وأخرى خلف الأسود
أذن عالقة في صخور الماضي وأذن تسبح في المستقبل
رئة تتنفس الضوء ورئة تتنفس الظلمة
لغة تحتفل ولغة في جنازة
كتف على هيئة وردة وكتف على هيئة مطرقة
شفة ترقص وشفة تتألم،
أحلام ميتة وأحلام تنبض بالحياة،
مشاعر تعمل ومشاعر معطلة
كأنني رسالة من عدو
لي لسان واحد فقط، يقول دائما: لا

 

الحياة في منزلة بين المنزلتين :
أتعلق بشعرة كي أبقى قريبا من الحياة
ثمة قراصنة يبحرون في روحي بحثا عن الذهب

 

الفشل المضاد :
أقف على حافة نقطة, وأحمل الكون في جبتي
رسمت المجرى فجرفني السكون
ما بين الخطوة والأخرى مجرة
في قبضتي بحر وأغرق في قطرة
جسدي فكرة تتمرن على الطيران
لست الإستثناء، ولست القاعدة ، وإن تكن لي
ماكينة لطحن الفشل
كيف سأهدم الجدار كي أراك

 

: الوطن وأمثاله
ليس لي منزل، أو جذور، أو سماء
ولا أفكار لي عن الغد
الريح التي جاءت ألاحقها
طوح بي المجهول في العراء ولا زلت أتعقبه
التشهير بالوطن يقتضي أن
يدعك أوتاري بالأحاسيس المفرطة
الوطن كلب ضمني،
وفي تعريف نقيض
الوطن كلب ضمني مرتين

 

إصلاح قوس قزح :
هذه صورة مصغرة عن سماء جديدة
أشجار ما بين النهدين،
قطعة يقين من البلاستيك،
حيوانات تقطن في سهوب واقعة بين اليقظة والنوم،
أرجوحة كي تلعب الملائكة،
مسالك تفضي إلى بئر الرغبة،
ليل أبيض،
الهيكل العظمي للفكرة،
أمل متوحش. شذوذ لغوي
شراشف ملونة تغطي جرائم الإله المتسلسلة
راية سوداء
ميزان لقياس المجهول
شتلة ومعول ومركبان ومقامرون …

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.