الرئيسية | أخبار | الهوية وأسئلة الفن

الهوية وأسئلة الفن

متابعات

 

في مواصلة لطرح قضايا فكرية وجمالية من صلب المشهد الثقافي الراهن، نظمت جمعية الفكر التشكيلي بدعم من وزارة الثقافة والاتصال يومه الجمعة 23 نونبر الجاري، لقاء فكريا مفتوحا مع  الباحث والشاعر عبد العالي محسين  حول ” الهوية وأسئلة الفن “.وسير اللقاء الذي نظم براق باب الرواح بالرباط الكاتب والباحث الجمالي محمد الشيكر، بحضور ثلة مائزة ونوعية من المبدعين والمثقفين.

استهل الباحث عبد العالي محسين مداخلته بطرح جملة من الأسئلة تضع المتلقي في نوع من الوضعية- المشكلة، وتنصب هذه الأسئلة في كليتها حول ماهية الهوية و مقوماتها البنيوية و حول تراوحها بين الذاتي والغيري، المحلي والكوني، وتتبأر في مقصديتها الإشكالية حول هوية الفن المغربي،وامتداداته في الذات وفي الٱخر.

انطلق الباحث في تعاطيه مع هذه الإشكالات الشائكة والمعتاصة من تقديم تعريف إجرائي للهوية بوصفها نسقا من المعايير والمقومات القاعدية التي  تستمد منها الذات الفردية أو الجمعية كينونتها وما يضفي عليها خصوصية و أصالة وفرادة. وفي السياق ذاته عرف المحاضر الهوية الثقافية بأنها السيرورة الجدلية والتفاعلية التي تجعل الذوات مساوية لذاتها ولبعضها ومتطابقة في مابينها.بيد أن هذا التطابق،حسب الباحث، لا يعني البتة أن الهوية جوهر قار أو بنية مغلقة ومنكفئة على ذاتها،و مشدودة إلى ماض تليد. ما يميز الهوية في نظر الباحث هو ديناميتها وانفتاحها وملمحها الجدلي الذي يجعلها بوتقة ينصهر فيها الثابت والمتغير،الذاتي والغيري، والخصوصي والكوني. وما يجنبنا الوقوع في شراك ” الهويات القاتلة ” على حد تعبير أمين معلوف،وما يكفل دينامية الانتماء الهوياتي هو الفن وعوامل الوعي الحضاريالكوني؛ لأن ” ما نطلق عليه اسم الحضارة ليس سوى نتيجة لتنوع الثقافات التي تساهم فيما بينها في إنجاز استراتيجة مشتركة ” .ولكي لا يغرق مداخلته في المقاربة النظرية الخالصة،قدم الباحث قرائن وأمثلة استقرائية،تشي جميعها بالمنحى الجدلي للهوية،و تدل في جملتها على ما يجعلها قادرة على استبطان المكون الغيري الكوني في الملمح الذاتي،أو على الارتقاء بالذاتي المحلي إلى مراقي الكونية ومصاف العالمية.وتوقف الباحث بهذا الشأن عند تجارب فنية مغربية تأتى لها التوليف بين الغيري و الذاتي،أو المحلي والكوني مثل تجارب وفريد بلكاهية والجيلالي الغرباوي وعباس صلادي في التشكيل ومنجز الإخوة ميكري أو بوشناق في الموسيقى أو الطيب الصديقي وعبد الكبير برشيد في المسرح وسواها من التجارب الفنية في تعبيرات جمالية مختلفة.و بطلب ودي من محمد الشيكر منسق اللقاء،ألقى الباحث الشاعر عبد العالي محسين على مسامع الحضور قصيدة شعرية عمودية جميلة أضفت على اللقاء بعدا حميميا، وأسلست تفاعله مع أسئلة المحاضر وأطروحاته.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.