الرئيسية | سرديات | القــانط | الحسن أسويق
الحسن أسويق

القــانط | الحسن أسويق

الحسن أسويق

“الانسان قصب مفكر”. بليز باسكال.

   لا ريب في أن الانسان قد حاز قصب السبق في الهشاشة؛ بل إنه قصب هش.

ليست الهشاشة عرضا لازما للإنسان بحيث تصبح جزءً من الرسم بما هو قول يُعرف الشيء تعريفا غير ذاتي، أي قول مميز له عما سواه لا بالذات؛ بل إنها تقع في حده الحقيقي ، أي ذلك القول الدال على ماهيته، وعلى كمال وجوده الذاتي.

يقول القانط:” عندما أكون وحدي أشتاق لأن أكون مع الآخرين، وعندما أكون مع الآخرين أشتاق لأن أكون وحدي”.

لا يستقر القانط على حال ولا يهدأ له بال؛ سرعان ما تتحول لذاته الحسية إلى آلام عقلية. يفكر القانط في قنوطه فيزداد ألما وهشاشة.

في نفس القانط سر.

هو كالقانت مرة وكالمتمرد مرة أخرى. مثله كمثل النار التي تشتعل بمقدار وتنطفئ بمقدار؛ يسعى لتدبير انزعاجه الداخلي بالانزواء تارة والاختلاط مرة أخرى.

ولما كان القنوط أصل كل شيء وعنه تفيض كل الأدوية والأدواء، فإن الحياة ليست إلا تدبيرا لهذا القنوط الدال على هشاشة أصلية.

ـــ ــــ

أيها القانطون.. إن القنوط شريعة حياتكم، فرجاء لا تقنطوا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.