الرئيسية | بالواضح | أنطولوجيا الشعر النسائي العربي : فدوى الزياني – المغرب

أنطولوجيا الشعر النسائي العربي : فدوى الزياني – المغرب

فدوى الزياني

 

فدوى الزياني شاعرة مغربية، فاعلة جمعوية بالعديد من الجمعيات الوطنية، من مواليد مدينة زاكورة، نشرت أعمالها في العديد من الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية، من أعمالها: خريف أزرق، أسبق النهر بخطوة، خدعة النور في آخر الممر…

 

أخطاء صغيرة

 

إلهي .. كلما أخطأت في قراءة

العالم

جئت بدهشتي الطفولية أسأل ، من

الأول البيضة

التي انبجس منها الكون

أم دجاجات أمي !

ماذا لو وضعت وردة في عروة ذئب

الملاك الذي في الجبّ هل سيعود !

إلهي .. لا تلق بي إلى البحر وقت الغروب

هذا الجسد المسجى بالنحاس لا يتحلل

إني أمنحه شجرة يقطين لأطفال الهالوين

و أصابعي كراسة رسم للعصافير والقردة

فلا تجعلني يارب  طعاما للبشر

إلهي .. أنا البطلة الدميمة في روايات الحب

 أضعت بوصلة قلبي و قِبلة الصلاة

مذ رحلت أمي

أمي التي بالقُطن حشوت فمها

حتى لا تشرب هذا البكاء

إلهي ..أ نا لست شيئا

ولا أملك سوى يدي فلاحة خشنتين

و كلمات طيّبة أزرعها عند رؤوس الموتى

لعلّها روحي في رحلة العودة

تزهر شجرة لوز

إلهي .. حين تَعْلقُ روحي بين السماء والأرض

سأبحث في وجوه أطفالك الطيبين

أخدش حياء الموت بكلمات شفافة

وسألقي في نهرك الكبير حجر الأحاجي ..

أتذكرني يا الله !

أنا الطفلة التي وقفت طويلاً على باب المدافن

تحدثك دون صلاة

عن سبب بقائها وحيدة خارج الباب

أنا الطفل المذكر نفسُه الذي

راقب بياضَ لسانه في المرٱة

ليثبت لرفاقه حجة الصيام

رفاقهما الذين أكلت القذائف عيونهم

وألسنتهم

أنا التي تبيع المناديل الورقية

في شارع ماطر بالقصف

تمسح برغيف جوع إخوتها.

إخوة الطفل

-الذي كنته أنا الطفلة بالضفيرة اليابسة-

الذين أكلَ الجوع بطونهم

أنا التي أشعل فرن الصباح

ليخبز للغائبين وجهَ الشمس

الطفلة التي نام وجه البحر

على صدرها

ليُسمعها الموج صوت أمها ..

الطفلة التي انتحرت

متدلية من سقف الغمام

الطفلة التي تخجل حتى

من تبوّلها على قبر الموت ت

حاول أن تطفئ نار الحرب التي شوهت

وجه أبيها ..

لقد أتعبني هش السؤال خلف السؤال

ولا ضوء في آخر المرعى يذكر

فمن غيرك إلهي  يعرف الحقيقة   !

والآن ونحن نمضي

من جرابِ الصيّاد قالت العصافير :

و الريحُ بيدٍ تكنسُ زجاج حناجِرنا

بينما تقفلُ بيدها الأخرى أبواب الغنَاء

نحن المطرودون من جنتِك

من أعشاشِ طفولتنا

نحن أطفالك المدلّلون

يا اللّه

ماذا اقترفنا لنكبر !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.