محمد مقصيدي
قد وردنا في ما وردنا ونحن في مغرب الأقاصي، ما جعلنا نلطم الخدود ونجز النواصي، على ما عم هذه الأيام من المعاصي، وجعلنا مستعجلين ننفض أيدينا من السياسة والاقتصاد والثقافة، فقد تجاوز ما أتت به الحداثة من هيافة، وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
وكان قد أفتى سماحتنا بوجوب الحجاب والنقاب، والغليظ من الأثواب، على كل أنثى تجاوزت ثلاث سنوات، وحرمنا عليها الموز والجزر وما خالف الحشمة من الفواكه والخضراوات، وحرمنا عليها أن تطلع علينا في التلفزيون، وأن تلزم بيتها وما جبلت عليه من المطبخ والصابون، وشددنا و أرغينا وأزبدنا وبلغنا أن الفايسبوك والتويتر والإنستغرام من عمل الشيطان، وأنها للمرأة أدهى من عبادة الأوثان..
وقلنا أن أحمر الشفاه حرام حرام حرام، وحرام كل أدوات التجميل، لما يأتي به من زنى وتسهيل، حتى وقع الفأس في الرأس، وجاءتك بالأخبار من هي أشأم من البسوس، فما عرفنا والله قبل اليوم أن الآتان ستفضحنا هذه الفضيحة، وتنطق بالكلمات الفصيحة، والآتان لمن لا يسكن بلادنا فهي أنثى الحمار، فزاد بها ابتلاؤنا كما ابتلينا بغيرها.
فالحكاية وما فيها في الملخص الشامل، أن خمسة عشر ذكرا في سيدي قاسم بدوار سيدي الكامل، مارسوا الجنس على آتان ” أنثى حمار” فأصيبوا بالسعار، لأنها كانت بالسعار مريضة، ولم ترفض لعشاقها سنة ولا فريضة، وكان قد اختلط على بعض المجتهدين من إخواننا هل “الحمارة” مخلوقة للسير، أم سخرها الله للأير، وما أصابها الله بذلك إلا لأنها كانت لعوبا، لا تصون للعرض حدا، ولا تأتي لمن راودها بالسلب ردا، فلما نقلوهم إلى المستشفى وقتلوا هذه “الحمارة” الفاجرة، قالوا يا شيخ أفتنا، وهذه فتواي:
منذ اليوم، تلزم كل “حمارة” بيتها وبيت مولاها، وترتدي النقاب فلا يظهر منها إلا العينين. وكل “حمارة” تنهق بصوت عال تجلد تسعين جلدة، فصوتها يدل على جمالها ويأتي بالفتنة، حتى تكف عن هذا الغنج، فلا بد أنها تشبهت بحمار كافر، وعدو للإسلام لحرب الإسلام سائر، والحمد لله رب العالمين.