الرئيسية | أدب وفن | الفن | تشكيل | الفيديو آرت أو حينما الميديا تقترح شروطها الفنية والجمالية

الفيديو آرت أو حينما الميديا تقترح شروطها الفنية والجمالية

رسمي الجراح

 

فيديو آرت

artist Nam June Paik

قبل عدة عقود وفي نهاية الخمسينيات تحديدا أراد الفنان نام باك Nam June Paik أن يعبر عن مكنونات النفس البشرية، وأراد للفن أن يكون مغايرا ويخرج عن شروط اللوحة الفنية، فكانت له عدة محاولات لدمج الفن مع الموسيقى عبر التكنولوجيا حيث قام بعرض عدة شاشات تلفزيونية بأحجام مختلفة متصلة بالفيديو وكل شاشة تحتوي عرضاً موسيقياً.

ولم يجد باك ضالته بعد حتى حصل على آلة تصوير وقام بتصوير الطقوس التي كان يقوم بها رئيس الكنيسة ،وفي ذلك اليوم قام باك بعرض الشريط ،وكان بداية اختراق الفيديو أرت لجسد الفن .

في ذلك الوقت لم تكن تتوفر غير تقنية الصور المتحركة ،وكانت تعتمد على فيلم 8 ملم فقط،وهذا الفيلم لم يكن فقط باهظ الثمن بل لا يحمل صفة التكرار،والتي نجدها في تقنية شريط الفيديو، وبالتالي وجد كثير من الفنانين أن تقنية شريط الفيديو أكثر أستئنافاً من الفيلم وتابع فنانون المحاولة من بعده وطوروا على التقنية حتى أصبحت فيما تعرف بفن الفيديو ارت .

وانتشر هذا الفن في الدول العربية وبدا التفات عدد من الفنانين الشباب يزداد بشكل لافت وحمل التجريب الجديد معه جملة من الأسئلة .

الرأي سجلت أراء الفنانين التشكيليين والنقاد حول هذا الفن ومدى متابعة الجمهور لة وديمومته، وتاليا الآراء: .

رفيق اللحام: فن جديد

الفيديو ارت جزء من العولمة الفنية، وهو نتاج طبيعي لعقول لا تقراء الكتب بل تحملق ليل نهار في الشاشات، الفيديو ارت فن جديد له جمهوره، وكما ان لكل زمان نمطا وجمهورا قد يكون الزمن المقبل زمن الفيديو ارت فهو نمط تعبيري يعبر عن جيل وعن ذوق هذا الجيل .

لورا السروجي:إضافة الصوت إلى اللوحة

الفيدو ارت مثل أي فن اخر، ومن خلال متابعتي للعروض التي استضافتها دارة الفنون، ومنها تجارب سهى شومان،المصري معتز نصر، مواطنته أمال القناوي وتجارب الفنانين الأردنيين الشباب وغيرها، اكتشفت إعجاب وتفاعل ومتابعة الجمهور لفن الفيديو ، لأنه يخاطب المتلقي بطريقة مختلفة من خلال الصورة المعبرة ويطرح قضايا ساخنة ، اعتقد ان الفيديو ارت ينقل المشاعر بطريقة مغايرة عن اللوحة فهناك الصوت العنصر المهم المفقود باللوحة .

سعيد حدادين: تجليات الحداثة

الفيديو ارت نوع من الفنون أدخلته الحداثة على الفن، مثلما أدخلت أشياء كثيرة، ولكن الفيديو ارت ينتهي بمجرد أن ينقطع التيار الكهربائي عن العمل، في حين أن اللوحة ثابتة في الفكرة واللون، واجهل مدى ديمومته وثباته واقتناع الناس في فن الفيديو ارت، واعتقد ان النشاط والفكري ونتاجه هو الذي يدوم لذلك وصلت إلينا أعمال فنانين عظماء لكن الفيديو لا يفرز دافنشي جديد او رمبرانت اخر لأنة تجريب ولا يحمل مضامين .

مازن عصفور: ليس بديلا للوحة

هنالك نظرية خاطئة مفادها ان الفيديو ارت اصبح يشكلا بديلا كاملا لكل الممارسة الفنية لبعض الفنانين، وهذا خطا بالطبع لان الفيديو ارت مجرد ظاهرة وممارسة فنية فرعية افرزتها مابعد الحداثة، ولا يمكن ان تعد في أي من الحالات ظاهرة فنية .
من يمارس الفيديوارت حر في اطار التجريب، وليس كما نشهد هذه الأيام نزوع بعض الفنانين اليها بدافع الاستسهال و الارتجال هروبا من ابراز الامكانيات اليدوية، والتي بها جمالية ومهارة الصنعة، وبرايي لا يمكن للفن أن ينسلخ عنها لأنها اكثر اتصلا برعشة الإنسان ونضه اكثر من كل الميديا الأخري .

غسان مفاضلة: فن ليس له جذور

الفيديو ارت افق مفتوح، وامتداد اخر للرؤية البصرية، فن ليس له جذور، وليس له تراكمات فنية، وهو مقطوع الصلة، ينظر اليه في اطار التجريب فقط، وكثير ممن يجربون فيه يخلطون بين الفيديو ارت و الفيدو التقليدي، وهو فضاء مفتوح للمزاوجة بين التشكيل والفن المتحرك ولا يتوقع منه الكثير لانه فن بدون ارضية رغم ان له مؤسسات ووجمهور متابع .

مصطفى اليوسف: اللوحة هي الفن الحقيقي

الفن الحقيقي النقي هو اللوحة والمنحوته، أي المنجز الفني الملموس وهو الاكثر ديمومة و الاكثر رسوخا، كل فنان يحاول دائما الخوض في المحاولات الجديدة لكن يعود الى اللوحة لانها الفضاء الحقيقي وهي حضن الفنان .

محمد بكر: البحث عن أساليب أخرى

بقناعتي الآن في هذا الزمن أشياء كثيرة تغيرت وبشكل سريع بسبب الثورة التكنولوجية، والفن اصبح يبحث عن اساليب اخرى تزج بكل الحواس مرة واحدة، وهو ما يحققه فن الفيديو ارت للفنان من خلال تقنية الصورة و الصوت اتوقع استمرارية هذا الفن مادام التطور التكنولوجي يقدما جديدا كل يوم .

آلاء يونس: مغامرات شبابية.

مؤخرا ومنذ ثلاث سنوات بدا الفنانون بالتجريب في الفيديو ارت، وارى أن الاقبال عليه متفاوت من قبل الفنانين و الجمهور الذين يرون انه زائل فهنالك توجه عالمي بالعودة إلى الرسم فقد يكون الفنان الغربي استهلك فن الفيديو . الفيديو ارت وسيلة للتعبير عن فكرة يريد الفنان توصيلها بسبل اخرى غير اللوحة التي تتضمن مشهدا واحدا في حين ان الخمس دقائق تضم عشرات المشاهد اعتقد ان الفيديو مستمر مادام هنالك تكنولوجيا وروح شبابيه مغامرة .

هيلدا حياري: عمل مفاهيمي

اعتقد امكانية استمرارية هذا الفن رغم انه صعب جدا، لأنني لست مؤرخة وهو اختصاص مؤرخي الفن، لكني بالتأكيد متابعة لكل ما يحصل من خلال سفري الدائم واطلاعي ، أري أن فن الفيديو ارت تحديدا في تطور مذهل، والفنانون المصورون اتجهوا لبعض التجارب في الفيديو ارت.

لدى بعض الفنانين مفاهيم خاطئة ، كإن يقال: ان هذا الفنان رسام ولا يجوز ان يقدم تجربة فيديو أو فوتوغراف وهكذا بالمقابل هذا الكلام غير وارد ابدا في مصر والعراق والمغرب ولبنان واوروبا واميركا فحتى الفنان العراقي الذي قدم تجارب مهمه في الرسم بدأ الآن ينتج فيديو ارت.

وهو فن لا يمكن فصله ابدآ عن التشكيل، فقد تم تشكيلا بأصابعنا مهما تعدد الأدوات أو اختلفت، فالمهم هي النتيجة، وما نريد قوله للمشاهد.
فالفيديو ارت لا يمكن ان يكون فيلما وثائقيا يصور أحداثا وناسا وأمكنة ولا يمكن أن تزيد مدته عن 7 دقائق فقط وتعتبر طويلة، فهو فقط فكرة قوية تخترق المشاهد تماما مثل اللوحة لكنها وجدت بأدوات اخرى… اعتقد أن الفيديو آرت وأي عمل مفاهيمي الآن ضروري جدا البحث فيه وتقديمه في المشاركات الدولية الكبيرة كاتجاه جديد للفن التشكيلي لان المنافسة ما زالت به مفتوحة بعكس اللوحة الزيتية التي وصلت الان الى عدم التجديد واقصد بالتجديد هو التكنيك الذي اصبح عالميا متعارفا عليه ولم نر أو نسمع بأي تكنيك جديد في عصرنا وتحديدا توقفت اللوحة عند أعمال تأبييس.

ومع ذلك اللوحة ستبقى في القمة دائما حتى لو كان التكنيك معروفا فيبقى للفنان رؤيته الشخصية وتطور تجربيته لكن كمنافسة دولية واقتناء المتاحف الكبير ألان مثل متحف موما والميتروبوليتن وغوغنهايم في نيويورك فقد اتجه إلى اقتناء الفيديو ارت والانستليشن وهذا طبيعي وهو تأريخ لحركة الفن التشكيلي المستمرة .

سهيل بقاعين: جانب تجريبي هامشي

الفيديو ارت جانب تجريبي هامشي لدى الفنان لوجود التكنولوجيا، لكنه فن بعيد في العلاقة الروحية بين الفنان و العمل وحضوره ليس كحضور اللوحة.
فالمنحوتة التي تلازم بصر المتلقي ليل نهار يولد علاقة وطيدة بين الاثنين ثم ان هنالك روحانية بين الفنان والعمل في حين ان الفيديو بمجرد فصل التيار يتوقف العمل ويصبح حالة من العدم .

سعاد عيساوي : تنقل البيئة الحقيقية

الكثير من الفنانين عرضوا أفلام الفيديو في الملتقيات التشكيلية والبيناليات، وانا مع التجريب، ومع ما يستطيع الفنان أن يقدمه، لان أفلام الفيديو تكون لافته بجرأتها وقدرتها على الغوص الصادق في الإشكاليات النفسية الداخلية مانحة الحرية للفنان بتصوير أحلامه وكذلك قضاياه الاجتماعية.

إن أهمية أفلام الفيديو إنها تصنع في بيئة حقيقية ومع ناس حقيقين، تلتقط وتسلط على الواقع الاجتماعي والثقافي والحياتي للانسان، هو شكل من اشكال الفنون الحديثة وأنا اؤيده إذا كان مرتبطا بقضايا مهمه من وجهة نظري.

اياد كنعان: فن اللحظة

بتقديري الشخصي الفن يذهب باتجاه الميديا، ولكن الفيديو ارت فن اللحظة يولد وينتهي في الوقت ذاته، وهو عكس فكرة الديمومة، فاللوحة عمرها اكثر من ألف عام ، الفيديو الذي ظهر في الستينيات من القرن الماضي تطور كثيرا في الخمسين سنة الأخيرة ليلامس الواقع المعاش للإنسان، وفي الفيديو ارت الصورة هي نموذج متحرك لذلك الواقع التي ساعدت في ابراز الحقيقة والكثير من قضايا وحقوق الإنسان .

عن

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.