وأعطى جناحا للطيور وللفراشات الصغيرة والكراكي كي تطير.
هو واقع لكنّ ريحي لا تحرّك ثوبه المملوء بالغابات.
هو واقع لكنّ قلبا واحدا لن يستطيع الآن شدّ المطلقات.
هو واقع لكنّ شيئا فيه للأزل، شيئا فيه للغابات والمثل، شيئا فيه لا ندريه، لكنّنا نعطيه نار الروح والأجل.
هو في دواخلنا.
قدّيس ألفاظ.
وجميعنا يحيا بلا لغة!
هو هكذا.
فردوسه النّار.
مزاراته الانطفاء العظيم، وآثاره الاندثار.
ويعرج نحو السماء.
يفتح فيها شبابيك من حجر،
وموانئ من صندل أو هواء.
ويرسل فيها النجوم قوارب في مملكات السحب.
وهناك يشدّ الدّنى بالخيوط.
ويرعى قطيع الكواكب قرب سهول الشّهب.
ولكنّه في المساء، بعد عود القطيع إلى بيته،
يحتفي وحده بالظّلام.
ويرسل أسراره..
في بدايته كان شمسا.
كانت أشعّته تبلّل جلد البهاء،
وأجساد
تلك
النفوس الصّغيرة، تلك التّي كالنبوءة، ألقت على جسد الأرض أسرارها والفوانيس. الهداهد أعطته ضوءا قصيرا وسلّت عروق السماء متّسعا في السّماء، ومدّت سمانى وزوج كراكي وبعض غرانيق أطرافها لتستقطر الضّوء في جسده. والخطى ذاتها تمنّته جسما لها والعتيبات ألقت إلى قدميه الزّهور ليصعد نحو الصّفاء النّهائي.
كان مفتونا بتأويل المجرّد.
رمى تفّاحة
فتساقط اللؤلؤ على أطرافه،
ونما على الجسد الممدّد في تراب الأرض.
“إنّي رسول الليل للغابات”. قال لي.
“لكنّ زهري غامض، وجميع أمري غامض”.
“حتّى عليك؟” سألته. فأجابني. “حتّى عليّ!”. ثمّ أردف. “كنت شمسا، بيدي مفتاح هذي الأرض، بيدي مفتاحها، لكنّ ضوئي كان أصلب من ضياء الشمس وأقوى من سناها”. “ضوآن في جسدي” صرخت.
Comments (0)