الفَنُّ الأَسْوَدُ | آنْ سِيكِسْتُونْ – مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة / مَاسَة مُحَمَّد الرِّيشَة – فلسطين

قصيدة بقلم آنْ سِيكِسْتُونْ
ترجمة: مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة / مَاسَة مُحَمَّد الرِّيشَة

 

المَرْأَةُ الَّتِي تَكْتُبُ تَشْعُرُ كَثِيرًا جِدًّا،
فَهذِهِ نَشَوَاتٌ وَبَشَائِرُ!
كَأَنَّهَا أَفْلاَكٌ وَأَطْفَالٌ وَجُزُرٌ
لَيْسَتْ كَافِيَةً؛ كَأَنَّهُمْ نَمَّامُونَ وَنَدَّابُونَ
وَخَضْرَاوَاتٍ لَمْ تَكُنْ كَافِيةً أَبَدًا.
إِنَّهَا تَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُمْكِنُهَا أَنْ تُحَذِّرَ النُّجُومَ.
الكَاتِبُ أَسَاسًا هُوَ جَاسُوسٌ.
عَزِيزِي الحَبِيبُ، أَنَا تِلْكَ الفَتَاةُ.

الرَّجُلُ الَّذِي يَكْتُبُ يَعْرِفُ كَثِيرًا جِدًّا،
فَهذِهِ رُقًى وَأَوْثَانٌ!
كأَنَّهَا مَبَانٍ وَمُؤْتَمَرَاتٌ وَمُنْتَجَاتٌ
لَمْ تَكُنْ كَافِيَةً؛ كَأَنَّهَا آلاَتٌ وَسُفُنٌ شِرَاعِيَّةٌ ضَخْمَةٌ،
وَحُرُوبٌ لَمْ تَكُنْ كَافِيَةً أَبَدًا.
إِنَّهُ يَصْنَعُ شَجَرَةً بِاسْتِعْمَالِ الأَثَاثِ.
الكَاتِبُ أَسَاسًا هُوَ مُحْتَالٌ.
عَزِيزِي الحَبِيبُ، أَنْتَ ذلِكَ الرَّجُلُ.

لاَ نُحِبُّ أَنْفُسَنَا مُطْلَقًا،
حَتَّى أَنَّنَا نَكْرَهُ أَحْذِيَتِنَا وَقُبَّعَاتِنَا،
نَحْنُ نُحِبُّ بَعْضَنَا بَعْضًا، جِدًّا، وإِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ.
أَيْدِينَا زَرْقَاءُ مُضِيئَةٌ وَلَطِيفَةٌ.
عُيُونُنَا مَلِيئَةٌ بِاعْتِرَافَاتٍ رَهِيبَةٍ.

لكِنْ عِنْدَمَا نَتَزَوَّجُ،
يُغَادِرُ الأَطْفَالُ بِاشْمِئْزَازٍ.
هُنَاكَ الكَثِيرُ جِدًّا مِنَ الطَّعَامِ وَلاَ أَحَدَ خَلْفَهُ
لِيَلْتَهِمَ كُلَّ الوَفْرَةِ العَجِيبَةِ.

 

Comments (0)


اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *