إمرأة أخرى

 

أسماء الجلاصي تونس

 

المَسافةُ من غرفتي إلى مدينتكُم مليئةٌ بالمخاطِر

لا أعرفُ كيفَ نجوتُ منها مرارًا …

أجلِسُ مَعكُم خائِرَةَ النَّفسِ

و بيْنما كُنتُم تملؤُون الهَواءَ بأحَاديثٍ لا أَسمَعُها

كان هناك غُرابٌ

يَنْبُشُ رأسي و يقتَاتُ أفْكارِي

أنا لستُ تلك المرأة التّي تَرَوْنها عادةً بين الحُشُودِ

أنا امرأةٌ أخرى تعيُش وحيدةً بين جُدرانِ غُرْفتهَا

دُون أحمرَ شفاه و لا حمّالةَ صدر

بسيطةٌ كمنديلٍ أبيض…

أجْعلُ من أزرارِ حاسوبي آلةً للعزفِ

و أنقُرُ مع “رخمانينوف” كونشرتو البيانو

أدعُو مجموعةً من الصعاليكِ إلى فراشِي

لنُغنّي أغاني “نينا سيمون” و “بينك فلويد”

و أرقُصُ مع كائناتٍ تقطع براري إفريقيا ليلا، فقط لتزورني

ثمّ أبكي بحرقةٍ

كُلّماَ تذكّرتُ أنّي سأسلُكُ نفسَ الطريقِ إليكم

و عنْدمَا يأوِي الجميع إلى النومِ

أطّلُ من نافذتِي

لأقرأَ قصيدةً قُبالةَ عمودٍ كهربائيٍ شارَفَ علَى الخميسن

فيَنطفئُ ضَوؤه حتَّى أنتهي

و في الصباحِ،

حينَ  يلوّحُ لي “كلود مونيه” من وراءِ الشمسِ

أتفقدُ بعضَ قصائد خبأتُهَا تحت الوسادةِ

خوفًا من أنْ تطيَّرهَا الرّيحُ كسَابقاَتِها

و أشُّدُ طريقِي إليكم

Comments (0)


اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *