لم أكن أظن أنه سيحتاج لتوسُّلي هذا.. كنتُ واثقة انه سيحبّ وجهي أكثر..
وكانت الصلة مختلفة عن سجادة علاء الدين..
وعن حجر الخيميائي السحري
كانت الصلة سُلّماً يمتد من سطح داري … إلى أبعد من السماء..
لا أدري إن كانت صلاتي ذات معنى .. وأنا أُصلّي لل ( لا شيء)
فأنا لم أشعر أن ذلك السُّلَّم قد ارتطم بقدم الله.. بطرف كُرسيّه مثلاً.. ولا حتى بباب داره..
ولكني كنت اصلّي على أية حال..
باغتتنا الحرب دون سؤال.. كجارتي الحمقاء عندما تأتينا على غفلة .. تُلوّن جدران بيتنا بألوان النميمة القاتمة .. تسرق أنوار منزلنا وتخرج بخفّة تلك اللعينة ..
لكن الحرب كانت أشدّ وطأة ..كطوفان لا يعرف الرحمة ..
ما من نبيّ يُرشدنا..
ما من سفينة تنجدنا..
مهلاً … أليس هذا السُّلّم خاصتي ؟!
رباااااه.. ماهذه الفوضى؟
كأنه يوم الحشر ..يتسلّقه الناس أفواجاً للنجاة ..
رأيتُ أُمّاً تدوس على رأس ابنها حتى تنجو بنفسها..
وهذا .. اني أعرفه.. انه شيخ حيّنا يحمل حقيبته على ظهره تتناثر منها الأوراق النقدية ..
لمَ لمْ يضع بها أحد الأيتام؟!
هناك في القمة شاب يحمل بندقية .. يرشق كل من تحته بالرصاص.. جاحظاً عيناه .. ضاحكاً بشكل هستيري حتى بانت في حلقِه اللُهاة !
في المنتصف رجل مخمور مُحمرّ الأنف .. يتأرجح يُمنة ويسرى .. لا أدري كيف صمد الى هذا الحد.. يُغنّي ويشتُم ، يضحك ويبكي، ويُنهي كل مقطوعة ب : بصحتك يا الله !
بدأتِ المياه تغمرني ..
فجأة سمعتُ صوت والدتي .. انها تتسلق السُّلَّم بصعوبة .. تُلوّح لي طالبةً الابتعاد ..
صرختُ بها : اين تذهبين؟ ستموتين !
رَشَقَتني بحجر أخطَأني ..
كان ملفوفاً بورقة .. حين أمسكتُها لم أعد أرى والدتي!
Comments (0)