الرئيسية | شعر | وصية | نور الناطور

وصية | نور الناطور

قررت ان اكتب وصيتي!

بدأت أول السطر؛

اوصيكم بجيراني وجيران جيراني، فهؤلاء هم الأرض والسماء والجدران.

 

قاطعتني طائرة الميغ التي ثقبت اذني وعلقت عليهما قرطين من الخوف.

 تلاها تغريدة عصفور رتقت اذني ببعض الأمان.

 

عدت اكمل الوصية:

 اوصيكم بالحر والحرة، فلا تريقوا ماء وجوههم من أجل لقمة العيش.

 فصون كرامة المرء يحفظ الأوطان.

 

دوت قذيفة عند مدخل الشارع..

 فتطايرت كلماتي كالشظايا وغصت صفحتي بالدخان.

 اخذت نفسا عميقا لاكمل وصيتي: اوصيكم بطفل يدعى ابن الحرب والحرما

فكل الاطفال يصبحون ابناءنا عندما تضيع الانساب ويقتل الانسان.

 

علت اصوات سيارات الاسعاف وضج بالخوف المكان

لكن فيروز قاطعتهم على استحياء:

سنرجع يوما الى حيينا ونغرق في دافئات المنى.

. دعوني اكمل وصيتي ارجوكم:

اوصيكم بالضعيف خيرا.

 فكثرة الظلم تقتل النخوة وتميت الايمان.

 

سمعت دوي انفجار كبير كأنه النداء الأخير للآمال!

 هذه وصيتي الأخيرة:

 اوصيكم بأمي وأبي وماتبقى من ياسمين الشام….

 

وقفت ذبابة على قلمي!

 

حاولت ابعادها مرارا وتكرارا لكنها ظلت عالقة على رئتيه!

 حينها مات قلمي خنقا وبكيت.

 فلقد كانت تلك الذبابة التي قصمت ظهر قلمي…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.