الرئيسية | شعر | وجوه ومرايا | حسن حجازي

وجوه ومرايا | حسن حجازي

حسن حجازي

                      -١-
يبدو أن المرآة
المنزوية وحيدة
وراء الكومودينو المكسور
مصابة هي الأخرى بالتوحد
وبنوبات هذيان
وبحالة حب متفاقم
أنا والمرآة
في الإنعكاس سواء!
-٢-
ندوبي غائرة
غير ظاهرة للعيان
وحدها المرآة
من يفلح في رؤيتها
للأسف، كلما رنوت إليها
إلا ونكأت الجرح عن عمد
فيستفحل ويستعصي
حتى على الكي!

                         -٣-
صار لي اليوم وجهان
وأنا أحدق في المرآة،
الأول حليق
لكن من غير عينين
الثاني  مكسو بالزغب
وبأنف أفطس ضخم
شبيه بأنف رينوسيروس
هو من سأتنكر به هذا المساء
في كرنفال الموتى!
-٤-
كلما نظرت إلى تلك المرآة
إلا وأطرقت خجلا
وغضضت بصري على الفور،
كيف لا وهي أكبر مني سنا
ثم. .لقد صقلتها تجارب الحياة
لدرجة أنها لم تعد قادرة
أن تعكس أي شيء
حتى لوكان مجرد
وميض متسلل
من كوة العتمات!
-٥-
إعكسي أي شيء
خلا تلك الشعيرات البيضاء
التي غزت أسفل الذقن
وحواشي الصدغين
أريني فيك
فيك وحدك
وجه الصبي الذي كنت
ذات انعكاس لملامح
لم تكتمل بما فيه الكفاية!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.