الرئيسية | شعر | وأنت َ تأكلُ أكتافنا | علي ذرب

وأنت َ تأكلُ أكتافنا | علي ذرب

علي ذرب (العراق):

 

 

يخرج ُ منك َ بشرٌ يعضّونَ أعصابنا

يخرج ُ منك َ الله ُ وأنا ونساء ٌ بائرات

وثلاجات ُ المنازل ِ الفارغة

يخرج ُ منك َ الأعداء ُ وخراطيم ُ المياه ِ

وسراويلنا الداخلية ِ

يخرج ُ منك َ كل ُّ شيء , كل ُّ شيء

حتى قمل ُ حبيبتي

لكنك َ بعيد ٌ في بذاءتنا

قريب ٌ من تَعَرّق ِ طفل ٍ

يفتحك َ لون ُ أظافرنا

ثم ينساب ُ في الفتحات ِ

التي نطمئن ُ منها على ظلال ٍ

تصنع ُ الدود َ

وها أنت تأكل ُ أكتافنا لتترك ِ

فظاعة َ النوم بسيطة ُ الذات

ظننا انك سماء ا

نسحب ُ منها كلمة ً

تدفعنا في الجهات ِ

وان كنا مبللين َ

هل سنعثرُ عليك َ

بين أسنان أمهاتنا المنيوكات

تحت َ فشل ِ المصابيح ِ

أو تدخلنا مع الدخان ِ الذي نشربه ُ

من أعقاب ِ أصابعنا ؟

ننتظر ُ انتصافك َ قرب َ فراغاتنا

كنهار ٍ خفيف

ننتظر ُ الإطاحة َ بحبال ِ الغسيل ِ

ننتظرك َ تُمرر ُ ركبتيك َ بين أسماءِنا

ثم َ تبولنا في نهر ٍ

أيُّ عين ٍ يتسع فوقها أثرنا

لنسلك محاولاتنا التي ندّعيها

على أن نخاطرَ بنقاطنا البيض

وأجزاءٌ كبيرة ٌ من حماقاتنا ؟

ونحن نتكوّن بالسير بلا اذرع

وحولنا الوجوه التي ترفعنا إشارات ً

كنا سنغير سيقاننا في انخسافِ الانتباه

ثم نلمعُ في حديدِ الجسور

كنا سنبررُ شكلنا المائل

حين نمسك أكياسا في الريح

لنملئها بما يعلقُ بنا من هتافٍ

نفادُ الاحتمالاتِ

وحشرُ العين في حاشيةِ كتاب ٍ

لم يجعل المكيدة َ نبتة ً

تفهم أغراض يدي

لا زلت اعّرضهم للضوء

الأعداءَ الذين أعانوني على الاستطالةِ

في الكارثة ِ

وامنحهم الضحكَ الذي تؤشّرني به

أسطحُ المنازل

الإنسانُ الذي في داخلي

ذراعه مكسورة

وأسنانهُ صفراء

افرزهُ على أجسام ِ العابرين َ

حين يحملني على أكتافهِ .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.