الرئيسية | شعر | نشيد الحروب

نشيد الحروب

عبد اللطيف بن اموينة

 « تلك اللحظة لن تعود أبدا

أغمض عيني للأبد
أموت ناقما
تتحول يداي ترابا
دون أن تلمسا المعجزة «

خوسي ماريا الفاريث

جفت الينابيع للأبد
أضع باقات الشكوك و المراثي
على جسر عجوز
كي أتخطى ألغام الظلام
و استلذ شهقات الريح
المجد لمن علمني اليأس والغناء
أبي لم يمت
أبي يأتي كل مساء
يعلمني العزف على القيثارة
الجبهات تشتعل كما في الأساطير القديمة
المدافع والأوحال
وطواحين الهواء تدور دون رحمة
وكتيبة العبيد تتدحرج من السفينة
كقطيع من الجرذان الهاربة
النياشين تتساقط مثل كرات الثلج
والدخان يتصاعد من الشرفات
وأبي يكدس الأسرار ولا يستريح
وأنا مازلت عطشانا
اعزف على القيثارة نشيد حروب
لم تقع أبدا
وأواصل عزفي المجنون
حتى يستفيق رفاقي المنهكون
من شرب الخواء
أبي توارى في الظهيرة
بكيت
وخبئت جثته في قلبي السهران
أنا سيزيف هدا القرن الكئيب
سأحمله كما في التراتيل المقدسة
إلى البراري البعيدة
اقرأ وصيته على نفر من الغربان
وأواصل عزفي المجنون
كي يستفيق الرهبان المنهكون
من ثرثرة القبور
وألهو مثل جندي جبان
أطفئ سيجارة وأشعل أخرى
وأغازل غيمة تلاحقني مند الأزل
تعذبني الغيمة ولا أستريح
لو كان أبي معي
لاهداني فراسته
ولرأيت النور المقدس
لكن أبي توارى في الظهيرة
وتناثر رماد سره بين الموتى و الغربان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.