الرئيسية | ترجمة | مِحْرَاثُ اَلصُّدْفَةِ | عبد اللطيف اللعبي، ترجمة: جمال خيري

مِحْرَاثُ اَلصُّدْفَةِ | عبد اللطيف اللعبي، ترجمة: جمال خيري

عبد اللطيف اللعبي

ترجمة الشاعر الفرنسي من أصل مغربي: جمال خيري.

لَيْسَتْ سِوَى حَيَاةٍ

بَهِيمَةٍ وَضِيعَةٍ

مَرْبُوطَةٍ إِلَى مِحْرَاثِ الصُّدْفَةِ

لَيْسَ سِوَى رَجُلٍ

غَرِيبٍ يَنْتَعِلُ الرِّيحَ

تُدْرِكُهُ الْعَتَمَةُ

يَتَفَحَّصُ عَلَى ضَوْءِ

شِهَابٍ

سَاعَةَ ذَاكِرَتِهِ الرَّمْلِيَةَ

لَيْسَا سِوَى قِصَّةٍ

قَصِيرَةٍ جِداًّ

بَعْضِ الْجُمَلِ الْمَنْطُوقَةِ

فِي حُلُمٍ

وَلاَ كَلِمَةَ يَتِيمَةَ مِنْهَا

سَتُرْوَى

عِنْدَ الْيَقَظَةِ

رُبَّمَا سَيَتَبَقَّى مِنْ كُلِّ هَذَا

إِشَاعَةٌ

دُونَ تَحْدِيدٍ لاَ لِلاِسْمِ

وَلاَ لِلزَّمَنِ

مَنْ يَدْرِي؟

وَسَوْفَ تُرَوِّجُ هَذِهِ الإِشَاعَةُ فِكْرَةً

لَنْ نَكُونَ فِي انْتِظَارِهَا:

تَلْميحٌ مِنْ حِكْمَةٍ

مَلْغُومٌ

بِالسُّخْرِيَةِ

اسْتِفْسَارٌ شَيْطَانِيٌّ

حَوْلَ

نُقْطَةٍ تَافِهَةٍ

أَوْ رُبَّمَا نُسْخَةٌ سِلْبِيَّةٌ لِصُورَةٍ

صَامِدَةٌ فِي وَجْهِ كُلِّ الْكَاشِفِينَ

وَإِنْ أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ إِيجَابِيِّينَ

فَحِكَايَةُ

مَشْهَدٍ عَنِ الْحُبِّ الْأَبَدِيِّ

ظَلَّ مَفْقُوداً لِزَمَنٍ طَوِيلٍ

ثُمَّ عُثِرَ عَلَيْهِ

الرِّهَانَاتُ مَفْتُوحَةٌ!

الَّذِي سَيَرْمِي بِزَهْرِ النَّرْدِ

وَرَغْمَ أَنَّهُ ذَكِيٌّ

لِلْغَايَةِ

فَلَنْ يَكُونَ عَلَى هَيْئَةِ إِنْسَانٍ

سَيَحْدُثُ هَذَا

فِي زَمَنٍ

وَفِي رُقْعَةٍ مِنَ الْكَوْنِ

سَيَظَلاَّنِ صَامِدَيْنِ وَلِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ

أَمَامَ انْتِصَارَاتِ عِلْمِنَا

وَحَتَّى أَمَامَ مُخَيِّلَتِنَا الْمَغْرُورَةِ

مِنَ الْأَرْقَامِ الَّتِي سَتَخْرُجُ

سَيَكُونُ الرَّقْمُ الَّذِي

يَدُلُّ عَلَى الْمَاهِيَةِ

وَالْهَيْئَةِ

وَالَّذِي سَيُسْمِعُ الصَّوْتَ

قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَ صُورَةَ

أَبْعَدِ السَّلَفِ

وَحِيداً وَسَطَ الصَّحْرَاءِ

وَرَأْسُهُ ضَائِعَةٌ فِي النُّجُومِ

مِمَّا سَتَهْمِسُ بِهِ شِفَاهُهُ

سَتُتَرْجَمُ الرِّسَالَةُ

مِنْ لُغَةٍ مَرْمُوزَةٍ إِلَى أُخْرَى

مِنْ لُغَةٍ وَاضِحَةٍ إِلَى أُخْرَى

مِنْ تَعَابِيرِهِ البِدَائِيَةِ

سَنَتَمَكَّنُ مِنْ فَصْلِ

مَا يَنْتَسِبُ إِلَى الصُّرَاخِ أَكْثَرَ

مِنْهُ إِلَى مَنْطِقِ

الْفِكْرِ

حَائِراً

مَجْمَعُ الْمُحَلِّلِينَ

سَيَحِيدُ عَنِ الظَّاهِرَةِ

وَيَنْتَقِلُ إِلَى فَكِّ رُمُوزٍ أُخْرَى

بِعَزْمٍ حَادٍّ

نَحْوَ الْمُسْتَقْبَلِ

بَعْدَ سَنَوَاتٍ ضَوْئِيَةٍ

سَتَخِفُّ حُمَّى التَّقْدِيرَاتِ

صُورَةُ أَبْعَدِ السَّلَفِ

فَاسِدَةً بَعْضَ الشَّيْءِ

وَثَابِتَةً هَذِهِ الْمَرَّةَ

سَتَظْهَرُ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى الشَّاشَاتِ

شَخْصٌ مَا

ـ هَامِشِيٌّ دُونَ شَكٍّ أَوْ طَافِرُ الْجِينَاتِ ـ

سَيُلاَحِظُ أَنَّ الرَّجُلَ يُمْسِكُ

شَيْئاً غَرِيباً

دِفْتَراً

مَلِيئاً بِالرُّمُوزِ

مَكْتُوباً بِطَرِيقَةٍ تَقْلِيدِيَةٍ

بِالْيَدِ

وَجَدْتُهَا! سَيَتَعَجَّبُ

وَأَخِيراً هَا يَنْكَشِفُ لَنَا

مَا كَانَ فِي مَا قَبْلَ التَّارِيخِ لِمَجَرَّتِنَا

يُسَمَّى كِتَاباً

فَلْنَفْعَلْ بِسُرْعَةٍ

أَوَ لاَ نَرَى

أَنَّ الرُّمُوزَ

تَنْمَحِي الْآنَ؟

نَسْتَعِدُّ كَمَا لِلْقِتَالِ

وَلاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَعْرِفَ كَيْفَ

ـ مُعَالَجَةٌ بِالْأَشِعَّةِ فَوْقَ السَّوْدَاءِ

تَصْوِيرٌ مُجَسَّمٌ بِسَبْعَةِ أَبْعَادٍ

تَقْلِيبٌ خَطِّيٌّ

انْطِلاَقاً مِنْ حُرُوفٍ أَصْلِيَةٍ ـ

مَا قَدْ يُسْتَطَاعُ إِنْقَاذُهُ

سَيُنْقَذُ

سِلْسِلَةُ التَّأْوِيلاَتِ سَتَنْشُطُ

مِنْ لُغَةٍ مَرْمُوزَةٍ إِلَى أُخْرَى

مِنْ لُغَةٍ وَاضِحَةٍ إِلَى أُخْرَى

وُصُولاً إِلَى

مَا سَيُؤْخَذُ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ ثُمَّ يُثْبَتُ

كَتَرْجَمَةٍ

كَيْفَ نَثِقُ بِهَذَا؟

لاَ يَهُمُّ

بِمَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَجْعَلُنَا نَظُنُّ

أَنَّ الْمَسْأَلَةَ مُتَعَلِّقَةٌ بِرِسَالَةٍ

مَدْفُوعَةٍ بِهَمِّ الْأَثَرِ

هَذِهِ السُّخْرَةِ الْعَبَثِيَّةِ

أَحِكَايَةٌ

أَقَصِيدَةٌ

أَمْ هُمَا مَعاً؟

نَنْتَقِلُ مِنْ أَنَا

إِلَى نَحْنُ

وَأَحْيَاناً إِلَى أَنْتَ

إِلَى عَدَدٍ مِنَ الْأَخْطَاءِ

إِلَى تَفَكُّكِ الْأَفْكَارِ

إِلَى غِيَابِ الْقَوْسَيْنِ

حَوْلَ أَقْوَالٍ اِنْتَشَرَتْ بِسِعَةٍ

قَدْ نُفَكِّرُ بِكِتَابَةٍ زُورٍ

الْمُعْجَمُ

وَالتَّرْكِيبُ مُؤَرَّخَانِ:

عَصْرُ الْفَوْضَى

الَّذِي عَجَّلَ بِنِهَايَةِ

آخِرِ إِمْبْرَاطُورِيَةٍ

كَذَلِكَ

الْمَعَارِفُ تَبْدُو

مُتَقَدِّمَةً نِسْبِياًّ

وَلَكِنْ فَاسِدَةً بِفَائِضٍ

مِنَ الذَّاتِيَةِ

مَعَ ذَلِكَ

عِنْدَ بَعْضِ النَّبَرَاتِ السَّلِيمَةِ

نَسْتَطِيعُ أَنْ نَغُضَّ النَّظَرَ

عَنْ كَثِيرِ الْعُيُوبِ

الْمُلاَزِمَةِ لِلشَّيْءِ الْمَكْتُوبِ

نُحِسُّ أَنَّ هُنَا رَجُلاً

رَجُلاً لَيْسَ إِلاَّ

يَضِيقُ بِهِ جَسَدُهُ

وَالْعَالَمُ الَّذِي عَاشَ فِيهِ

رَجُلاً مُمَزَّقاً

فِي صِرَاعٍ مَعَ الْمَعْلُومِ

وَالْمَجْهُولِ

الْحُلُمِ والْوَاقِعِ

الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

لُغْزِ الْأَصْلِ

وَالْمَصِيرِ

ثُمَّ إِنَّ

الْكُتَيِّبَ هَزِيلٌ

يُقْرَأُ بِسُرْعَةٍ

ثُمَّ يُنَضَّدُ

لَنْ نُقَضِّيَ كُلَّ يَوْمِنَا فِيهِ!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.