الرئيسية | شعر | من نصوص النأي والناي | عدنان الصائغ

من نصوص النأي والناي | عدنان الصائغ

عدنان الصائغ (العراق-لندن):

 

 

 

أبواب

أطرقُ باباً

أفتحهُ

لا أبصر إلا نفسي باباً

أفتحهُ

أدخلُ

لا شيء سوى بابٍ آخر

يا ربي

كمْ باباً يفصلني عني

*       *       *

نص

نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي

ومضيتُ

وحين فتحتُ خطوتي في الطريق

اكتشفتُ أنني لا شيء غير ظلٍّ لنصٍ

أراهُ يمشي أمامي بمشقةٍ

ويصافحُ الناسَ كأنه أنا

*       *       *

شيزوفرينيا

في وطني

يجمعني الخوفُ ويقسمني:

رجلاً يكتبُ

والآخرَ – خلفَ ستائرِ نافذتي –

                           يرقبني

*       *       *

تأويل

يـملونني سطوراً

ويبوبونني فصولاً

ثم يفهرسونني

ويطبعونني كاملاً

ويوزعونني على المكتباتِ

ويشتمونني في الجرائدِ

وأنا

لمْ

أفتحْ

فمي

بعد

*       *       *

حكمة مؤقتة

في ضجيجِ الطبولْ

لكَ أنْ تنتحي

             جانباً

وتؤجّلَ ما…. ستقولْ

*       *       *

ثلاثة مقاطع للحيرة

(1)

قال أبي:

لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ

فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ

كلُّ أذنٍ

يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى

                 حتى تصلَ السلطانْ

*

(2)

بعد أن يسقطَ الجنرالُ من المشنقة

بعد أن يرسمَ الطيرُ دورتَهُ

                 في الهواء الطليقْ

بعد أن تتخضّبَ راياتُنا بالدماءِ….

ما الذي نفعلُ؟

*

(3)

جالساً بظلِّ التماثيلِ

أقلّمُ أظافري الوسخةَ

وأفكّرُ بأمجادهم الباذخةِ

هؤلاء المنتصبون في الساحات

يطلقون قهقهاتهم العاليةَ

على شعبٍ يطحنُ أسنانَهُ من الجوعِ

ويبني لهم أنصاباً من الذهبِ والأدعية

*       *       *

سذاجة

كلما سقطَ دكتاتور

من  عرشِ التاريخِ، المرصّعِ بدموعنا

التهبتْ كفاي بالتصفيق

لكنني حالما أعود الى البيتِ

وأضغطُ على زرِ التلفزيون

يندلقُ دكتاتورٌ آخر

من أفواهِ الجماهيرِ الملتهبةِ بالصفيرِ والهتافات

.. غارقاً في الضحكِ

        من سذاجتي

التهبتْ عيناي بالدموع

*       *       *

ليلة لشبونة (*)

 

 

 

ها أنتَ تطوفُ العالمَ

ها أنت تطوفُ لوحدِكَ

ها أنت تنوحُ على ما مَرَّ

تناسَ المُرَّ

تناساكَ المارّون،

      فما تنظرُ أو تنتظرُ..

الليلةَ؛ ها أنتَ بهذا الحانِ الضاجِ بايقاع السالسا

تعتعْ روحَكَ بالأزرق من عينيها

بالعسلِ الملتاعِ على الشفتين

وما ابتكرتهُ الخمرةُ من وصلٍ ووصالٍ

لشبونةُ تدعوك لكأسٍ

وامرأة تدعوكَ لأخرى

آهِ؛ فما لك من بُدِّ النواسيِّ، ومنها من بدّ

الليلُ بأولهِ

الليلُ بآخرهِ

الليلُ – كحالِكَ – شابتْ منه ذوائبهُ

شابتْ روحُكَ؛

أم شبَّ بكَ الوجدُ، لبغداد

فما يلتفُّ على جيدِكَ ساعدُها، إلاّ وتعمّدتَ بأن تنأى

….

يا هذا المنطرحُ الآن على عتْبة بابِ الحانةِ

لا تدخلُ

أو..

تخرجُ

 

24/3/2010 لشبونة

*        *        *

ــــــــــــــــــــ

(*) عنوان رواية للروائي الألماني أريك ماريا ريمارك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.