الرئيسية | أدب وفن | الفن | تشكيل | من “بيان السوريالية الأول” | ترجمة: محمد عيد إبراهيم
لوحة، للفنان الأمريكيّ : مان راي

من “بيان السوريالية الأول” | ترجمة: محمد عيد إبراهيم

ترجمة: محمد عيد إبراهيم

 

“قويّ هو الإيمان بالحياة، بما هو أكثر هشاشة في الحياة، الحياة الواقعية، أقصد قد مات في النهاية مثل هذا الإيمان. فالإنسان، ذلك الحالم العنيد، كل يوم يزداد سخطه من مصيره، ويضطرب في تقييم الأشياء التي اقتيد لاستخدامها، وتوضع في طريقه بلا مبالاة، أو تلك التي نالها بجهوده هو، دائماً على وجه التقريب بجهوده هو، فقد توافق مع عمله، على الأقلّ لم يرفض أن يجرّب حظّه، أو ما يدعيه حظّه! لدى هذه النقطة سيحسّ كثيراً بأنه متواضع، يعرف أيّ النسوة اللاتي نالهن، أيّ علاقات سخيفة قد تورّط فيها، لا يعود متأثّراً بغناه أو بفقره، كأنه في هذا المجال لا يزال مولوداً، وما إن يتوافق مع ضميره، أُسلّم بأنه سيتخلّى عنه عن طيب خاطر. وليست خشية الجنون هي التي تلزمنا بمغادرة راية الخيال الخفّاقة. إن الصورة هي مخلوق العقل الصافي. لا يمكن أن أولد من مقارنة، بل من تجاور شيئين أو أكثر من عوالم متباعدة. وكلما زادت العلاقة بين العوالم تباعداً أو كانت حقيقية، زادت الصورة قوة، زادت قوتها العاطفية وحقيقتها الشعرية. وتقوم السوريالية على أساس الإيمان بواقعية خارقة لبعض صور التوارد الفكريّ لكنها ترمي إلى التهديم في النهاية لكل أشكال التركيبات النفسية بل وتحلّ محلها في حلّ مسائل الحياة الأساسية. هذه هي السوريالية المطلقة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.