الرئيسية | أدب وفن | الفن | تشكيل | منظمة الألعاب العالمية الفنية إنجاز وتميز

منظمة الألعاب العالمية الفنية إنجاز وتميز

الموجة الثقافية

لا أحد يجادل في نجاح منظمة الألعاب العالمية الفنية خلال الثلاث سنوات الماضية، بعملها الدؤوب والنهم على مجموعة من المعارض الفنية، على أن تصبح من أبرز ممثلي الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب، وذلك ليس استنادا على مركزية الفن في بعض المدن الكبيرة فقط بل إن رهانها بالأساس هو سعي لخلق نوع من الفرجة البصرية في الجغرافيا التي لا تتمركز فيها الثقافة لقدح  شرارة أنماط التعبير البصري.

ولعل هاته السنة ستكون كسابقاتها غنية ومتميزة بنشاطات مختلفة، متنوعة ومتكاملة، فبعد  النجاح الباهر الذي عرفه أول عرض بصري  خلال  المرحلة الأولى  على المستوى التنظيمي والفني والإعلامي بقاعة الفنون  بمدينة وجدة الذي كان بمثابة افتتاح للموسم الثقافي الجديد،  إرتحل اليوم إلى رحاب المتلقي الذي يقبع كنف ثراث المغرب وتاريخه العلمي والحضاري – مدينة فاس – المعرض المتنقل “كيمياء بصرية في الجمع” .

فاطمة الزهراء الشرقاوي / فطمة بنكيران / أمين كنزة لحلو /  فريدة سعيدي / ليلى عراقي /  منية تويس /  سناء شدال /  سعاد السبيبي/ عبد العلي قداري / عبد الكريم بنطاطو / عبد السلام نوار / عادل الصافي / أحمد حيزون / عبد السلام أزدم / عزيز بنجة / فيصل بن كيران /  كمال السوسي / محمد اكوح / محمد بكور / محمد الفرقشي /  محمد العربي رحالي / نور الدين نوري / اسماعيل تيرسي / يوسف الحداد.

أربعة وعشرون فنانا أثتوا لمعرض بالعاصمة العلمية  – فاس – وذلك برواق محمد القاسمي، ليقدموا إنتاجاتهم البصرية ويفصحوا عن رؤاهم وفلسفستهم وعبقريتهم الإستطيقية.

الضوء، الحجم، اللون، الإبتكار، التشارك، التسامح، والقيم الإنسانسة خاصة الكونية، كلمات تعمد أعمال هؤلاء الفنانون الكيميائيون.

16839757_293946051020218_418352011_n

“معرض كيمياء بصرية ” هو معرض متنقل  يأتي في سياق مجموعة من المعارض التي تعزم المنظمة تنظيمها خلال موسمها الثقافي ل 2017، حيث تهدف من خلال ذلك إلى التعريف بالموروث الثقافي البصري الوطني محليا، وطنيا ودوليا، كما تعمل على مشاركة نتاج مجموعة من الفنانين المرموقين والمعروفين على الصعيد الوطني والدولي مع مدن لا تعرف تمركزا للثقافة البصرية، وهذا من أجل خلق مقاربة جديدة ورؤيا فنية تهدف إلى تقريب أنماط وأشكال تعبيرية وجمالية جديدة من المتلقي المتعطش بصريا، والقابع بعيدا عن هذه المدن، وخلق حوار، تشارك، وتبادل معرفي، بصري مع هؤلاء الفنانين المعروفين على الصعيد الوطني والدولي.

إن معرض كيمياء بصرية يضم ثلة من الفنانين الدائعي الصيت والمنتمين لأجيال فنية مختلفة، والذين راكموا عن طريق الدراسة والبحث والتجريب خبرة فنية ذات مستوى عالي، تستدعي النظر النقدي والتتبع عن قرب، همهم الأساسي هو تقديم نتاج فني بصري ذو خصوصية وتفرد.

تتوحد طريقة اشتغالهم كون أعمالهم تحمل تشاحنات وهواجس فنية واستطيقية ذات تفرد، مع إثارة لنقاشات حول مفاهيم فنية، فأعمالهم الإبداعية رغم انتماءاتها إلى مدارس ومشارب فنية متعددة تتوحد في توظيف استعارات بصرية عن طريق مزج الخامات والأشكال والألوان لتصاغ في قوالب رؤيوية وإستطيقية ترمي إلى تهذيب روح المتلقي واستفزاز وتحريك وخلخلة تصوراته عن مفهومي الجمال والفن.

16899937_1293917120698485_428484172_n

 إن الحديث عن أفول الراهنية الروحية وعن الإجترار الثقافي ونضوب الحضارة، حديث يلقي بنا في السؤال عن مدى فاعلية الفكر والفن في وسط معين. فلقد وهبنا المنزع التطوري في العلم تبعا لسيطرة العولمة معجزة العصور “التقنية” كوسيلة غير سابقة لتحسين حياة الإنسان في شتى مجالات حياته، لكن النتاج التقدمي أبى إلا أن يلتهم الإنسان ويحجر على فاعليته، بل وأن يقلب الرهان الأنطلوجي لعجلة العلم والعولمة من منطق الوسيلة إلى منطق الإستيلاب، لذا كان لزاما لكل أنواع الأنشطة الإنسانية على مستوى التحقق العملي من آلية للتهذيب وتذكير الإنسان بأصله الإنساني والكوني.

تاتي محطة فاس التي تتجاوز التعريف بالتعبير البصري إلى التحليق في آفاق الفكر والفلسفة من خلال ندوة فكرية تحت عنوان : “الأثر الفني بين الكيمياء والإستطيقا” بمشاركة كل من :ذ.عبد السلام أزدم : “كيميائية الإبداع البصري؛ إكسير التحفة التشكيلية”  د.يوسف المغاري : “المعالجة النفسية بالفن” و من تسييير : الباحث هشام محب. ناقشت  الندوة مفهومي الكيمياء والفن البصري وذالك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات؛ فهل يصح ان كل ما هو كيميائي هو بصري ؟ كيف يتحول المعطى الكيميائي إلى نتاج بصري ذو خصوصية ورمزية وأبعاد دلالية ؟ كيف يتجاوز التوليفة المادية إلى ما هو استطيقي ؟ وبالتالي كيف يتشكل هذا الأثر الفني ؟ إن غائية الفن الذاتية تنفي عنه الدور أو الوسائلية، لكن في سياق الغاية تتسع مورفولوجيا العمل الفني كي تمس عمق المجال الحيوي للإنسان، هنا يتمثل الفن بوصفه تربية فوق-أخلاقية.

 وتمت تزكية النشاط بصالون أدبي    من تسيير  : الباحث  و الشاعر زكرياء الزاير بمشاركة مجموعة من الشعراء ؛دليلة فخري –  يوسف المغاري – حميد الطالبي – عماد الريهي (اليمن) – هشام محب – عمر الأزمي –  منصور العميري –  زهير هوتة – يونس تاهوش، بمرافقة عازف العود

عبد الرحيم املاس  . في قراءات شعرية متنوعة بين الفصيح والعامي ؛ فكيمياء الشعر هو اللغة، ولغة الشعر التصوير، والشعر بما هو قدرة على التشكيل وفق عوالم رؤيوية وجمالية، إن اختلاف كيفيات الخلق أو صناعة العمل في أدبيات كل من الشعر والتشكيل ضرورة راجعة لخصوصية الفن نفسه، لكن حديثنا عن مواطن الائتلاف المفترضة بينهما، هو حديث الغاية، فالتشكيل والشعر وجهان يختلفان ربما كيميائيا، لكن الحلم الذي يصبوان إليه واحد في العمق والرهان، لا صدع بينهما وفق رؤيتنا المعاصرة للحقيقة والفن والإنسان والعالم فالتشكيل شعر والشعر تشكيل .

 تشكيليون، نحاتون، مصورون فوتوغرافيون، شعراء، ومفكرون كل ينمتي إلى مدرسته ورؤيته وجيله،. يقدم خبرته وتجربته الفنية. غاية التحليق بالقريحة الجمالية للمتلقي بل واستفزاز  رؤيته عن مفهوم الفن والجمال.

16837762_293946151020208_1760579974_n

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.