الرئيسية | منبر الموجة | مسارات الإعلام المصري الجديد .. | محمد طلعت الصناديلي – مصر

مسارات الإعلام المصري الجديد .. | محمد طلعت الصناديلي – مصر

محمد طلعت الصناديلي 

 

ما هي الوسيلة التي يستطيع بها الاعلام المصري أن يصحح مساره ؟  وكيف يستطيع الجيل الجديد من زملائي الصحفيين والاعلاميين صياغة رٱي عام مختلف، وتقديم إعلام متجدد ومعبر عن طموحات المستقبل ، وتلافي كل السلبيات التي لصقت بمهنة الصحافة والاعلام طوال السنوات الاخيرة الماضية ؟ وهل تستطيع الهيئة الوطنية للصحافة والاعلام الجديدة ان تساهم فى تطوير وتقديم مسار اعلامي جديد يرتكز على ضمير مهني وقواعد محددة للعمل والإبداع ؟

هذة الاسئلة تدفعني للكتابة عن مسارات الاعلام المصري في السنوات القادمة والتى ستحدد بشكل كبير الى اى مدى تستطيع كتيبة الاعلام في مصر ( الخاص والقومي ) ان تقود دفة البلاد نحو التغيير الحقيقي الذي نرجوه ونٱمله جميعا .. في البداية ٱرى ان التمسك بقيم واساليب ( صحافة التو واللحظة ) والمعروفة باسم « تريند » التي اضطرت لها كل الوسائل الصحفية والاعلامية خلال فترة الثورة بسبب الاحداث الكثيرة المتلاحقة التي كانت تحدث بطول مصر وعرضها لابد ان تتم مراجعته من جديد .. ٱصبح من غير المنطقي ان تكون احداثا عادية وحوادث بسيطة في قرية مثلا مانشيتا لجريدة او موقعا ثم تنتقل الى شاشة الفضائيات المنتشرة والمنتظرة لاى سبق صحفي حتى لو كان عن القبض على راقصة في وضع مخل او انتحار عامل في منيا القمح بسبب ضيق أحوال المعيشة !!

يحتاج الٱمر هنا الى توضيح وتتبع لمثل هذة العينات من الٱخبار التى صرت اتعامل معها على انها حشوا وتفريغا لقيمة الخبر ولا يصح ان نستمر في تقديمها .. هذه المدرسة الصحفية بدٱت في التسعينات باخبار الفضائح ثم استمرت وازدهرت في السنوات الأخيرة واستمر سيل الاخبار المثيرة التافهة خلال الثورة من خلال شبكة اخبارية الكترونية اشتهرت سنتين وكان اسمها ( رصد ) وكشفت الايام انها واحدة من منتجات جماعة الاخوان الارهابية ، ثم وقع في غياهب هذا الجب مواقع وجرائد كثيرة نشرت عشرات المراسلين في كل المحافظات متحفزين لاى خناقة لنشرها على الملا فورا حتى يحافظ الموقع على موقع متقدم في مؤشر ( ٱليكسا ) الالكتروني الذي لا اعرف ما هي اهميته ولا قيمته الحقيقية حتى الان !!

أقول بشكل واضح ان صحافتنا تحتاج تجديدا شاملا في كل مساراتها واساليبها من اجل الاجيال القادمة ، وحرصا وحفاظا على دورها الاساسي التى وجدت من اجله وهو ملٱ الكيان الانساني بما يحتاج اليه من المعارف والمعلومات والاخبار التى تدفع به الى التقدم والرقي ، لا ان تكتفي بدور التسلية وبعد قليل تنحدر الى مستويات الاثارة الفجة وبعدها الى شغل العقول بما يثير العنف والغضب وتكدير الصفو والسلام الاجتماعي ، وهو الأمر الذي يؤثر بالطبع على مسار الوطن كله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.